أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أن المملكة لن تنجرف وراء ما يصرح به بعض المسؤولين بإيران فيما يتعلق بإرسال قوات برية إلى سورية لمحاربة تنظيم داعش. وقال عسيري في تصريح إلى "الوطن " أمس، إن الرياض لا تنظر إلى مثل هذه المهاترات الإيرانية، مضيفا أن "أي شخص يمكنه الإمساك بميكروفون والتحدث في كل شيء، والمملكة دولة محترمة، ليس من أخلاقياتها الدخول في مهاترات الإعلام".
وأشار عسيري إلى أن التجاهل وعدم الرد هو الحل الأنسب لما تتبعه إيران، وأضاف "ما يتردد لا يتجاوز خانة الكلام، وبالتالي الدولة لن تدخل في هذا الجانب، لأن الواقع على الأرض لن يتغير".
وحول ظهور مثل هذه التصريحات من قائد قوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، قال عسيري، إن هذه الأساليب لا تقتصر عليه، وإن النظام بكامله يتعمد هذه المهاترات. وتابع "الوقت الذي يقضيه بعض المسؤولين الإيرانيين خلف ميكروفانات الإعلام أكثر من الذي يقضونه داخل مكاتبهم، ولسنا معنيين بما يردِّدونه، لأننا متأكدون أن الترحيب الأميركي الأخير بمشاركة المملكة في محاربة داعش بسورية هو ما أثار غضبهم".
وعن مزاعم النظام الإيراني المتعلقة بمشاركته إلى جانب النظام بسورية، قال إن هذا أمر مختلف ولم تتحدث عنه المملكة، وما تم الإعلان عنه هو محاربة تنظيم داعش على الأراضي السورية، ضمن التحالف الدولي، لأن المملكة مشاركة في هذا التحالف منذ عام 2014، وأضاف "أبدينا جاهزيتنا في الحرب البرية ضد تنظيم داعش، لأن المملكة تضررت من همجية هذا التنظيم، وتعرضت بيوت الله للتفجير منهم وقتل المصلين الآمنين".
بحث وقف إطلاق النار
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن مباحثات تجرى حاليا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في الحرب الدائرة في سورية منذ خمس سنوات، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل إلى ذلك.
وأضاف في تصريحات صحفية أول من أمس، أن هناك مناقشات حاليا بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار، مبينا أن الروس طرحوا بعض الأفكار بشأن كيفية تطبيقه.
وحذر كيري روسيا من إضاعة الوقت أو أنها تريد المباحثات بغرض مواصلة القصف، وقال "لا أحد سوف يقبل بهذا، وسنعرف ذلك خلال الأيام المقبلة".
وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أن روسيا "توجه رسائل متضاربة" بشأن النزاع السوري، حيث تشير من جهة إلى سعيها للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع، وتواصل من جهة أخرى غاراتها العسكرية التي تستهدف فصائل المعارضة والمدنيين.
يأتي ذلك في وقت زعم مندوب روسيا الدائم لدى الأممِ المتحدة فيتالي تشوركين أن المبعوث الأممي لسورية، ستيفان دي ميستورا، لم يُحمل الغارات الجوية الروسية مسؤولية فشل محادثات جنيف3، لافتا إلى أن حملة بلاده في سورية جاءت بطلب من دمشق مباشرة.
الأرض المحروقة
فيما أوضح المبعوث الأممي للأزمة في سورية أمس، أنه قدم إفادة لمجلس الأمن عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، عن التطورات الأخيرة المتعلقة بالتوقف المؤقت وخطط الاستئناف المبكر للمحادثات السورية بجنيف، واصلت موسكو أمس قصفها الجوي دعما لقوات الأسد في بعض المناطق، فيما يعرف بسياسة الأرض المحروقة، وقالت تقارير إن آلاف العائلات فرت من حلب وريفها وريفي حمص الشمالي، وحماة الجنوبي إلى البوابة الحدودية في مدينة اعزاز، خشية تقدم قوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة لها نحو مدنهم وبلداتهم، حيث تشن قوات النظام هجوما واسعا تحت غطاء جوي روسي، مما فاقم المأساة الإنسانية.
وأشارت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ليندا توم، إلى أن نحو 20 ألف شخص تجمعوا في ساحة المعبر الحدودي بباب السلامة، وما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف تم نقلهم إلى مدينة اعزاز الحدودية القريبة من المعبر المغلق.
وأضافت أن المعارك تسببت في اضطراب دخول المساعدات، وطرق التموين، انطلاقا من الحدود التركية، مبدية أسفها لكون "الوصول إلى السكان يزداد صعوبة".
على صعيد آخر، قالت وسائل إعلام إيرانية، إن 26 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني، قتلوا خلال الأسبوعين الماضيين، في معارك مع فصائل المعارضة السورية في محافظة حلب.