قال استشاري الباطنية وأمراض تخثر الدم والأوعية الدموية في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمد الشيف إن الجلطات الدموية الوريدية وجلطات الشريان الرئوي تزداد في فصل الشتاء بسبب قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
جلطة الساق
يبين الدكتور الشيف أن الجلطات الدموية الوريدية تتكون من جلطة الأوردة العميقة "جلطة الساق" و"جلطة الشريان الرئوي الصمام الرئوي"، فهما وجهان لعملة واحدة، ولا تعتبر جلطة الساق خطيرة بحد ذاتها، ولكن تكمن الخطورة في تفتت جزء منها وانتقاله إلى الشريان الرئوي، مسببا انسدادا جزئيا أو كليا. وأشار إلى أن 10 % من الحالات المصابة تسبب الموت المفاجئ بسبب الانسداد الكلي للشريان الرئوي أو "جلطة الشريان الرئوي المميتة"، وتعتبر المسبب الثالث للوفيات عالميا بعد الجلطتين القلبية والدماغية.
وأضاف: "هناك علم يسمى البيولوجيا الزمنية يدرس العلاقة الزمنية لحدوث بعض الأمراض في بعض الأوقات من اليوم أو الفصول من السنة، كما أن هناك دراسات عديدة أثبتت تزايد حالات الإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية من الساعات الأولى من الفجر لزيادة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي وإفراز هرمون الأدرينالين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني، لذا فإن فترة الصباح الأولى هي أفضل وقت لقياس الضغط، وتحديدا بعد صلاة الفجر".
العلاقة بالشتاء
لفت الشيف إلى وجود دراسات علمية نشرت في أوروبا وأميركا الشمالية لعام 2011، بينت تزايدا في حالات الإصابة بالجلطات الوريدية في فصل الشتاء بنسبة 15% أكثر من بقية الأشهر، وتعزى الأسباب إلى الخمول البدني في فصل الشتاء وتقلص الأوعية الدموية بسبب البرد وزيادة في قابلية تجلط الدم لسبب غير معروف.
ودعا الدكتور الشيف إلى زيادة النشاط البدني، وتناول الغذاء الصحي المتوازن، والتخلص من الوزن الزائد، والتحكم بالضغط والسكري والدهون، وتناول كمية السوائل الموصى بها عالمياً والتي تتراوح من 2.2 لتر للسيدات إلى 3 لتر للرجال خلال أي وقت من اليوم، وتختلف كمية السوائل حسب العمر والوزن والنشاط البدني، كما أن الطقس يلعب دورا كبيرا في تحديد كمية الماء اللازمة للجسم، وكلما ازدادت حرارة الطقس احتاج الجسم إلى كمية أكبر من الماء.