هلال ونصر، يحلم الزعيم بصدارة ونصر في آنٍ واحد، وأعتقد بأنه ليست هناك لذة لدى الزعماء أكثر من صدارة ثمنها "النصر" فرحة تولِّد حزنا للنصر، آمال تبقى وتتجدد على حساب آلام العالمي، ضحكات زرقاء وحسرات صفراء، انتصار مثل هذا إن حدث سيشكل للأزرق دفعة معنوية ذات أبعاد عدة، وفرحا سيتغذى عليه الهلاليون خلال فترة التوقف ليعودوا بعدها أدهى وأقوى.

أما العالمي الذي ما زال جمهوره يردد "على البال كل التفاصيل على البال"، تفاصيل أفراح كان عنوانها النصر، حين كانت في الموسمين الماضيين تؤدي للنصر كل طرق الفخر، قهر النصراويون حينها الهلال أكثر من مرة، فكيف "ذاك النصر أمسى خبرا وحديثا من أحاديث الهوى"، يرى النصراويون في انتصارهم على الهلال خطوة وليس توقفا، وليس هناك أجمل من أن تتخذ من الهلال دواء مطهرا لجراحك، كم أثق بأن كثيرا منها ستندمل، مهما كان الجرح غائرا فانتصار مثل هذا إن حدث سيأمر اليأس على الأقل بأن يغادر.

مباراة لها خسائر وضحايا كثيرة، ولها انتصارات ومكاسب أكثر، 90 دقيقة سيُنتدب فيها محليون ويغادر فيها أجانب، ويحضر آخرون، هلال ونصر ديربي لا يقبل التكهنات ولا الاجتهادات ولا يعترف بالمراكز والتصويتات.

المنتصر غدا سيكون أكثر دفئا، ويحوِّل جميع السلبيات منه إلى الخصم ليستعد للدور الثاني براحة أكبر، لذا من يا تُرى سينسج من حسرة الآخَر معطفا يحتمي به من النقد والشتاء.