مواصلة لمحاولاتها طمس الهوية الثقافية لمحافظة تعز، والانتقام من مواطنيها، شنت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، قصفا بالمدفعية الثقيلة، استهدف مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات، مما أدى إلى احتراق المتحف الوطني والمخطوطات الموجودة بداخله.

وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن المتحف يعد الوحيد الذي كان يحتوي على مقتنيات قديمة ومخطوطات نادرة في تعز، مشيرا إلى أن عملية قصفه وتدميره كانت متعمدة، ولم تحدث عن طريق الصدفة، مؤكدا أن مسلحي الحوثيين المتمركزين في تلة السلال الواقعة شرق تعز قصفوا قبل يومين مقر الهيئة، وما زالوا يستهدفونه، وأن القصف كان عنيفا للدرجة التي ذابت معها بعض المقتنيات الحديدية التي كانت موجودة ضمن المقتنيات الأثرية، منها مسدس الإمام أحمد حميد الدين.

وتابع المركز الإعلامي أن النيران أتت على العديد من المخطوطات التي تعود إلى حكام ودول تعاقبت على حكم اليمن في القرون الماضية، ومن المقتنيات التي احترقت عمامة لأحد ملوك اليمن. ولم تسلم من الاحتراق سوى بعض المصاحف.

 


مقتنيات نادرة

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة تعز عبدالحميد عدنان، إن المتحف كان يضم العديد من المقتنيات والقطع الأثرية التي توثق لحقب مختلفة من تاريخ اليمن، ويندر وجودها في أي متحف أو مكان آخر، لذلك فإن الخسائر الناجمة عن تدميره واحتراق محتوياته لا تقتصر على محافظة تعز لوحدها، إنما تمثّل خسارة فادحة لا تعوض بالنسبة لليمن ككل. وأضاف "المتحف كان يضم كثيرا من الوثائق المتعلقة بالأئمة الزيدية، كما يحوي هدايا ومقتنيات شخصية لهم، ومراسلات وأنواعا مختلفة من الأسلحة، ويمكن باختصار القول إنه أبرز معلم تاريخي في مدينة تعز".

 


استهداف المعالم الثقافية





واعتاد الحوثيون على استهداف عدد من المؤسسات الثقافية والتاريخية، حيث تسببوا من قبل في هدم بعض المنازل والمباني في المنطقة التاريخية بمدينة صنعاء القديمة، للتنقيب عن الآثار الموجودة تحتها. كما دمروا أوائل الشهر الماضي مكتبة ومنتدى السعيد الثقافي، وشنوا عليه حملات

قصف متعمدة. كذلك تعمد الانقلابيون عند استيلائهم على المدن والمحافظات، تحويل معالمها التاريخية والأثرية إلى ثكنات عسكرية، على غرار ما فعلوا بقلعة القاهرة التي دمروها، بعد أن اضطروا للانسحاب منها، تحت وقع ضربات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية.