كنت أحد الذين شرفوا بحضور ورش العمل لبرنامج التحول الوطني والحقيقة أن مكونات برامج التحول في المجتمع وفي القطاع العام وكذلك القطاع الخاص تثير الإعجاب وتنبت سنابل الأمل والتفاؤل بوطن مختلف، وطن متطور ويتشبب، وطن يدخل ريجيماً جاداً ليتخلص من كثير من الترهلات والزوائد التي رانت على جسد البلاد، وقد جاء الوقت المناسب للتخفف من هذه التراكمات والانطلاق برشاقة وحيوية شابة إلى السعودية 2020 وما بعدها.

على أن مساحة الإعجاب والسعادة التي أصابت مجمل الحضور وهم يمثلون جميع أطياف المجتمع على اختلاف طبقاتهم وتخصصاتهم؛ قد انصرف كثير منها باتجاه الأمير الشاب محمد بن سلمان، فقد كان هو مثار الكلام الجانبي بين الحضور، وهو الذي استطاع ليّ الأعناق واتساع الأحداق وارتفاع الحواجب واندهاش الجميع.. ولن نقول هنا من أين لك كل هذا الحضور، وكل هذا الوعي، وكل هذا الحماس، ونحن نعلم من هو أبوه وما هو الكنف الذي تربى فيه، لكنني أجزم أن السبب في مساحة الإعجاب يكمن في أن النسبة العظمى من الحضور لم يسبق لهم مشاهدة الأمير عن قرب والاستماع إليه.

يعرفه كل الحضور أنه ولي ولي العهد ووزير الدفاع وابن الملك سلمان. والمواطن يعرف قادة هذه البلاد وأشقاءهم الذين تقلدوا مناصبهم خلال عقود طويلة، لكن الأمير محمد بن سلمان قائد جديد وخلال ظهوره على مسرح الأحداث خلال السنة الماضية فإنه قد خلف انطباعا لدى الناس عن حيويته وعمله الدؤوب وعن حماسة الشباب المتحفز للتحول والتغيير.

وإذا أخذنا بمقولة "تكلم حتى أراك" فإن الناس هنا قد رأوا محمد بن سلمان متحدثاً في مؤتمره الصحفي الخاص بإعلان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب على نحو ترك أثراً إيجابياً عن هذا القائد الجديد.

ترى ماذا سيقول الناس لو سمعوا كلمة الأمير محمد بن سلمان التي ارتجلها في ملتقى برامج وورش التحول الوطني.

سأقول لكم ما الذي سيحدث للمواطنين من تفاؤل واستبشار في حال تمت إذاعة هذه الكلمة التي تعتبر وثيقة عمل وطنية، وهي خريطة طريق لهذه البلاد التي تتطلع للنمو والصعود من خلال تنويع مصادر الدخل وعدم الارتهان للنفط وحده من خلال استثمار العديد من المكونات المجتمعية في القطاعات الحكومية والخاصة. حيث سيتم تفعيل الرقابة على أداء الوزراء والوزارات وتقييم منتجاتهم من خلال المسائلة والمتابعة الدورية من خلال مؤشر قياس الأداء KPI وسيتم، كما سمعنا، محاصرة الفساد الحكومي قدر الإمكان كما سيتم توظيف العديد من المكونات والثروات المحتملة وصولا إلى إضافة مصادر بديلة أو مساندة للنفط، بحيث لا يكون هو مصدر الدخل الأول والوحيد، أيضا سيتم إقرار بعض الرسوم على بعض الخدمات على نحو لن يمس المواطن البسيط، وهنالك العديد من الخطوات التي ستعزز من فرص تنويع مصادر الدخل.

اعترف الأمير الشاب بأننا قد تأخرنا عن ابتكار عدد من الإصلاحات الأساسية وأنه قد حان الوقت للتدارك إيمانا بأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً. أستطيع بكل جسارة أن أقول إن المملكة في حال المضي في هذه الإصلاحات وخطط التحول الوطني فإنها ستتقدم بروح الشباب وحيوية العطاء المستثمرة بقيادة ولي العهد، وولي ولي العهد، وبدعم ودفع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.

خلاصة ما أدركته في ورش برنامج التحول هو أنك سترى المملكة بإذن الله في 2020 وما بعدها دولة شابة ورشيقة، ثروتها الشباب المتعلم والواثق من أن وطنه يستحق أن يرتقي ذروة المجد.