مخجل جدا أن نشاهد ونسمع لكبار في المجال الرياضي قياديا وإعلاميا ما لا يليق بالمقام والسن والتجربة والخبرة، لا يختلفون عن أطفال يعبثون بكل ما في حوزتهم وما ليس لهم، أو مراهقين يتهورون في تصرفاتهم.
والرياضة التنافسية تنجح بالجدية والشهامة والاحترام، وليس بالتسلط والكلام البذيء والسخرية المبتذلة والاتهامات التي تبرهن على العجز عن مجاراة الآخرين أو عدم القدرة على المحاججة، فيحاول الخاسر أن يجر الأطراف الأخرى إلى بؤرة التشاتم.
والحقيقة المرة والمزعجة أن غثاء الكلام المتداول إعلاميا انتقل إلى الميادين بملاحقة الحكام بالقول والعمل، ومن المخزي أن ينطلق بعض رؤساء الأندية إلى الحكام وهم خارجون بين الشوطين أو بعد المباريات، وبعضهم يقتحمون الملعب لرمي الخسارة على الحكام بحجة أخطاء بعضها عادية جدا، ومن المؤسف جدا مشاهدة الحكام مطوقين برجال الأمن يحولون بينهم وبين بعض منسوبي الفريقين المتباريين، هذا المشهد بات يتكرر كثيرا دون تدخل من اتحاد القدم بسن بنود إضافية تحمي قضاة الملاعب الذين باتوا أسهل شماعة لأي قضية. والحقيقة المزعجة أيضا أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم لم يتفاعلا مع مطالب مختصين ونقاد بعدم وجود رؤساء الأندية ونوابهم مع الاحتياطيين، خصوصا بعد تفاقم التهجم على الحكام من مختلف المستويات والمنافسات.
هذه الفوضى الصارخة تحتاج إلى تحرك قوي وفاعل وحازم، تتبعه إجراءات تحد من التجاوزات من مسؤولي الأندية. والحال ينطبق على الإعلاميين، حيث ابتلي الإعلام بمراهقين في سن الخمسين أو طالبي الشهرة من مختلف الأعمار على حساب مبادئنا السامية وما يخل بالرياضة التي هي متنفس الشعوب الأول للمتعة والفائدة نفسيا وصحيا.