منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن ثم جميع ملوك المملكة العربية السعودية من بعده لم تنقطع المملكة يوما عن تقديم جميع أنواع الدعم للجمهورية اللبنانية. الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى قال في كلمة شهيرة إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006  "إن دعم لبنان واجب علينا جميعا، ومن يقصّر في دعم لبنان فهو مقصّر في حقّ نفسه وعروبته وإنسانيته".

 عند اغتيال الرئيس الحريري تنبهت المملكة لخطر قادم ومرحلة جديدة ربما تكون عاصفة تهدد السلم الأهلي اللبناني، خاصة بعد أن كان للمملكة الدور الأكبر في وقف الحرب الأهلية اللبنانية التي انتهت باتفاقية الطائف التي كانت ميثاقا وعهدا وبداية لمرحلة جديدة أسهمت فيها المملكة بإعادة لبنان إلى الطريق الصحيح البعيد عن الحرب الأهلية، ولذلك أسهمت المملكة في وجود محكمة دولية لمحاسبة قتلة الرئيس الحريري. الدعم السعودي لم يتوقف بل زاد في عملية إعمار وإنماء لبنان، كما استقبلت كثيرا من اللبنانيين، وأمنت لهم فرص العمل، وعاملتهم بمعاملة المواطن السعودي لا تفريق بينهما، وأخيرا أسهمت بثلاثة مليارات دولار لتأمين الأسلحة الفرنسية الحديثة اللازمة للجيش اللبناني.

  بعد كل هذا الدعم والاهتمام لم نجد من بعض وزراء الحكومة اللبنانية سوى نكران هذا الجميل الذي يسجل كتاريخ مشرف للمملكة في وقوفها بجانب إخوانها العرب.

 فالمملكة تحملت كثيرا من الصبر والأذى جراء رفض لبنان وامتناعه عن الوقوف بجانب المملكة من خلال عدم الموافقة على بيان وزراء خارجية التعاون الإسلامي لدعم السعودية وإدانة إيران.

 لبنان عبثت به الأذرع الإيرانية التي تقف ضدنا ويتجاهل ساستها مواقفنا في الأزمات، وتصر أن تصبح خنجراً في الظهر، ويصمت أغلب أهلها ولا ينبسون بكلمة واحدة ضد أبواق تروج الأباطيل.

 ختاماً .. نتعجب من هذا الموقف لدولة تخلت عن عمقها العربي والإسلامي.