هذه قصة حقيقية وإن كانت طريفة.. إذ يحكى أن أحد التجار ممن يمتلكون سلسلة متاجر خاصة بالتحف الفخمة النادرة والكريستالات والعطور الخاصة؛ لمح خلال جولته في أحد معارضه تمثالا جميلا سعره 75 ألف ريال.
غادر التاجر المعرض، وبعد شهرين عاد لزيارته مرة أخرى، فوجد التمثال في مكانه، لم يقم أحد بشرائه.. فكر قليلا.. نادى التاجر المحنك مدير المعرض، وهمس في إذنه: "زوّد صفر"! فقام مدير المعرض بإضافة "صفر" للسعر السابق فأصبح السعر الجديد "750 ألف ريال"! خلال أيام قليلة تم بيع التمثال..!
في رحلة التسوق تنهزم الجودة لدى الكثيرين مقابل السعر.. السعر يبرر الجودة.. العكس لا يهم كثيرا.. المعيار الوحيد لجودة السلعة هو سعرها.. العلاقة طردية!
هناك علم قائم على دراسة سلوك المستهلكين -سلوك وقرارات الإنسان عند الشراء- بدءا من الحاجة للسلعة والإحساس بها وتقييم بدائلها واتخاذ قرار الشراء.. الذي يهمني اليوم هو موضوع "السعر".. كثير من التجار في بلادنا، يعلم يقينا أن الكثيرين يعزفون عن شراء السلعة الجميلة ذات السعر المنخفض جدا.. هو لا يبتعد عن الحقيقة؛ عقلك الباطن يقول لك: "الغالي ثمنه فيه".. طالما أن سعرها منخفض فجودتها منخفضة!
هذا الوهم رائج لدى النساء أكثر. حينما تجد المرأة فستانا جميلا قيمته 100 ريال ستنصرف عنه.. يروى عن أحد الشخصيات أنه ذهب للتسوق مع زوجته فأعجبتهما مجموعة فساتين في واجهة أحد المحلات.. حينما دخلا المحل وجدا سعرها منخفضا.. رفضت الزوجة الشراء.. كان الزوج يشاهد النساء يدخلن ويسألن عن السعر ويخرجن.. فقال للبائع: في هذا "المول" بالذات لن يشتري الزبائن سلعة بسعر متدنٍ.. ارفع أسعارك وستلاحظ الفرق.. يقول -وهذا المضحك- إن زوجته كانت ضحية السعر حينما أخبرته لاحقا بأنها اشترت مجموعة من الفساتين من ذات المحل!
يغفل الكثيرون أنهم يتعاملون مع محلات ومؤسسات تدرس سلوكياتهم وتبحث العوامل التي تؤثر على اختياراتهم وقراراتهم في شراء سلعة معينة أو "ماركة" دون أخرى!
ألا تلاحظ أن المؤسسات المعنية بحماية المستهلك تفرض على المحلات مهلة نظامية للاسترجاع أو الاستبدال!