لماذا تأصل لدينا مفهوم من يتخصص "علمي" هو عبقري وشخص مذهل، ومن يتخصص "أدبي" فهو كسول وبالكاد ينجح؟

أفكار خاطئة وغير عادلة نمت بمجتمعنا ولا يزال الكثير ينظر بها مثل نظرته للأبيض والأسود.

لفت انتباهي قبل فترة استفسار طالبة بالثانوية تسأل في منتدى عن أيهما أفضل العلمي أم الأدبي؟ وردت أحد أعضاء المنتدى وقالت: (العلمي يدخلك كل شيء، لكن دائرة الأدبي صغيرة فلا تتعدى سوى تخصصات دينية - ولغات وترجمة - وإعلام - والعلوم الاجتماعية.. أفضل لك العلمي، لأن تخصصه أقوى بكثير من الأدبي في كل المجالات)، وأيضا صعقتني بقية الردود التي تشابه هذا الرد، فلم يسأل أحد عن ميولها وقدراتها، وماذا ترى نفسها فيه!

حتى إن بعض الآباء لا يزال في الوقت الحالي يجبر ابنه بخياره ويصر على التخصص العلمي، ويظن أن هذا الأفضل له، متجاهلا ميوله وقدراته وتسببه باحتمال فشله، وأيضا بعض المدارس الثانوية لا تزال تهتم وتضع من أولويتها طلاب العلمي وتقوم بتفعيل البرامج العلمية لهم، متجاهلة طلاب الأدبي وحاجتهم لتنمية قدراتهم، ظننا منها أن من يرفع مستوى التعليم فقط هم من يتخصصون علمي!