يكفي هدرا يا صحة المدينة، مستشفى الملك فهد تعرض لعمليات لا تعدّ ولا تحصى، وتفننت صحة المدينة ومسؤولوها في محاولات إجراء العمليات التجميلية لهذا المستشفى، وكلهم إصرار على إعادته إلى سن الشباب.

فمتى يرحمون هذا المستشفى من مشارط المشاريع التحسينية التي لن تأتي بنتاج ملموس لسببين:

الأول: أن هذا المستشفى من كثرة تعرضه لعمليات، أصبح بناؤه هزيلا متهالكا، أعياه الهدم والبناء والتحوير والتضييق في جانب، والتوسعة في جانب آخر. والثاني: تعلن صحة المدينة أن هناك خمسة عشر مشروعا جديدا لهذا المستشفى في محاولة يائسة لإعادته إلى سن الشباب، ولا نعلم ما هذه المشاريع؟ وكيف ستكون؟  ولكننا، وخلال معرفتنا بالمستشفى نقول لهم: والله لو صُرِفت ملايين هذه المشاريع على إقامة مستشفى مساند له في المنطقة المحيطة، وفرزه كتخصصات بمباني صغيرة ومناسبة، وفتح بوابات ترددية بين بنائه التنويمي، وربطت كأجزاء، لكان أفضل وأجمل، بل وكان الأمر فيه نوع من القبول.

أما أن يكون الإصرار على نفخ بنائه الحالي بالتغيير والتحوير، نخاف أن تكون مجرد بالونة سيأتي يوم وتنفجر، ويخرج لنا المسؤولون وقتها بألف عذر وعذر.

مسؤولو صحة المدينة، وأخص بالذكر إدارة المشاريع والصيانة، ألا يمكنكم الصبر وإعادة الدراسة تارة أخرى، ومعرفة كيف يمكن وقف هدر الأموال والجهود على بناء متهالك؟، ووضع خطة تطويرية هندسية تجعل بناء المستشفى مصبا لتقبل حالات التنويم، مع تمدد خارجي للخدمات المساندة، وكذلك العيادات كبناء مستشفى طوارئ خارجي في الجهة الشمالية، وكذلك بناء مختبرات خارجية، وربطها عبر أنابيب ترددية، فمثل هذا الأمر لو حدث سيخلق بيئة عملية أفضل، كما أنه سيخلق إمكانا لسرعة الإنجاز وديمومة الاستفادة في المستقبل.

والطامة الأخرى، أن من بين المشاريع أيضا مساسا بمستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال، فهل أنتم ما زلتم مصرّين على إحضار شركات مقاولات بدائية في بناء المستشفيات، وتكليفها بعمل التطوير؟

فهذا المستشفى لم يمر عليه سوى خمس أو أربع سنوات في إطار العمل، وها أنتم بدأتم بإعمال مشارطكم الفكرية لتحويره وتعذيبه.

أكرر، صحة المدينة في حاجه ماسة إلى معرفة ثلاثة خطوط مهمة في عملية التطوير الصحي: فلديكم الخط الأول لمواجهة الأمراض، وهو المراكز الصحية، فيجب منحها جزءا كبيرا من الخطط، ثم الثاني وهو المستشفيات الطرفية، وفي نهاية الأمر الخط الثالث وهو المستشفيات المرجعية.

ولن أفيض بالشرح، فأنتم تعلمون، ولكنكم تتجاهلون في محاولة لعمل ما لا يمكن عمله.