أعلنت عضو وفد المعارضة السورية المفاوض في جنيف، فرح الأتاسي، أن الوفد لم يعقد اجتماعا مع المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، مشيرة إلى أنهم تقدموا بمطالبهم خلال لقائهم بالمبعوث الأممي، أول من أمس. كما أكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن الاجتماع مع المعارضة الذي كان مقررا عصر أمس قد ألغي.

يأتي ذلك في ظل إصرار المعارضة على تحقيق مطالبها في المجال الإنساني، التي أعلنها المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة، سالم المسلط، في وقت سابق، وهي رفع الحصار عن المدن، والإفراج عن المعتقلين، ووقف الهجمات ضد المدنيين بواسطة الطيران الروسي والنظام.

وفيما أعلنت المنظمة الدولية، أول من أمس، أن دمشق وافقت مبدئيا على إرسال قوافل إنسانية إلى بلدات مضايا، وكفريا، والفوعة، عدّت المعارضة أن هذه الخطوة غير كافية، وقال عضو الوفد، منذر ماخوس "النظام قام ببادرة صغيرة، لكن المشكلة أكبر بكثير من ذلك، وسنشدد على التطبيق الكامل لمطالبنا".

وضع كارثي

قال المستشار السابق للرئيس الأميركي وعضو مجلس العلاقات الخارجية، فيليب جوردون، إنه من خلال تقييم شامل حول الإستراتيجية المتبعة من قبل الأميركيين والأوروبيين لمدة خمس سنوات للصراع بسورية، فإن الأوضاع في هذا البلد "كارثية".

وتحدث المسؤول الأميركي عن وفاة 260 ألف سوري منذ بدء الصراع، محملا نظام الأسد المسؤولية الرئيسية عن معظمها، كما رصد جوردون الأخطاء السياسية التي تراكمت لدى الغربيين في تعاطيهم مع الأزمة السورية، منذ اندلاع الثورة عام 2011.

وقال جوردون ، في تصريحات لمجلة "لوديمانش" الفرنسية، إن الغربيين اعتقدوا أن الأسد سيسقط تحت ضربات المعارضة المسلحة المعتدلة والجيش الحر، إلا أنهم لم يضعوا في حساباتهم دعم روسيا وإيران، باعتبارهما لا يريدان سقوط نظام الأسد، لافتا إلى أن التدخل الكبير لروسيا في سورية جعل موسكو لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.

وأضاف أن هذه التداعيات وضعت مصداقية الولايات المتحدة في مأزق، ما أدى إلى وجود الشك بين حلفائها، كما أعطى تقاعسها الفرصة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لتقديم اقتراح تسليم بشار الأسد لترسانته الكيماوية، واعتبار هذا بمثابة انتصار للدبلوماسية الروسية على نظيرتها الأميركية، كما أنه في نفس الوقت أنقذ حليفه الأسد، مشيرا إلى أن المعارضة السورية تشجب تراجع واشنطن "خطوة إلى الوراء" لمصلحة موسكو، لا سيما مع الانعطافة الأميركية إلى محور، آسيا وانسحابها من الشرق الأوسط.

 


معارك بحلب

احتدمت المعارك بشكل عنيف، أمس، في محيط حلب في شمال سورية، الأمر الذي وصفه عضو وفد المعارضة، رياض نعسان آغا، بالتصعيد الجنوني لقوات النظام وإيران والطيران الروسي على حلب، مضيفا أن هناك قتلا عشوائيا يستهدف المدنيين والنظام يحاصر حلب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في وقت سابق تقدم قوات النظام في محافظة حلب لتصبح على بعد خمسة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من الفصائل المقاتلة، لافتا إلى أن قوات النظام تضيق الخناق على مقاتلي المعارضة وطرق إمدادهم في حلب.

إلى ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 61 مدنيا بينهم 14 طفلا و11 امرأة، قتلوا على يد قوات النظام وحلفاؤه، منذ 29 يناير الماضي، تاريخ بدء مباحثات جنيف بين النظام والمعارضة بوساطة أممية والتي لا تزال مستمرة.