كانت تغريدة الشيخ الكلباني عن السينما حديث الساحة في "تويتر"، فقد قال ما نصه: "أحسن من المقاهي #السماح_بالسينما_في_السعودية".

فرد عليه شيخ يحمل شهادة دكتوراه بقوله: "كنا نأخذك بلطف لعلك تعود وترجع، لكن لعلنا نطبق بيت الشعر الآمر بحمل العصا"، وهو يشير إلى البيت العنصري الشهير للمتنبي في كافور الإخشيدي!

ثم توالت الردود العنصرية على الشيخ الكلباني، فجاءت الطامة الكبرى من تربوي وإعلامي وأحد المسؤولين عن صحيفة سعودية إلكترونية، إذ قال في تغريدته كلاما عنصريا مقيتا في شخص الكلباني وأجداده وفئة كاملة من المجتمع نستحي ونترفع عن ذكره.

طبعا، هذه العينات بسطحيتها وعنصريتها تمثل نفسها ولا تمثل المشايخ ولا التربويين ولا الإعلاميين.

الأمر الأغرب عندما علقت في "تويتر" على هاتين التغريدتين ظهرت عنصرية تهاجم العنصرية بعنصرية أخرى أشنع وأفظع، وبحكم أن الشيخ الذي هاجم الكلباني ينتمي إلى قبيلة محترمة توالت الردود بمهاجمة البدو، وبعدها توالت الردود بمهاجمة الحضر، وتحولت القضية إلى حرب بين بدو وحضر بشكل مقزز مع استمرار الإساءة للشيخ الكلباني.

تغريدة واحدة أظهرت كل عنصريتنا المخفية، سواء ممن يدعون أنهم أصحاب علم أو من مغردين عاديين. أحد المغردين قال لي: "الكلام سهل زوج ابنتك لشخص أسمر البشرة لتثبت أنك ضد العنصرية".

وهذه كارثة أخرى، فهل يجب أن أزوّج الناس كي أحترمهم ولا أزدريهم؟! هل يجب أن أزوّج مسيحيا أو هندوسيا كي أحترمه؟ أنت حر في من تُزوجه وتُصاهره، ولكنك لست حرا في احتقارك الآخرين.

ألا تكفينا العنصرية الطائفية الآن حتى نعززها بعنصرية أخرى اجتماعية وعرقية!