قالت الكاتبة ورسامة القصص السعودية سارة محمد إن توظيف الرسم كأداة تعليمية وترفيهية للأطفال يكشف المواهب وينمي حس الإبداع والخيال والصبر والتركيز والثقة لدى الطفل، مشيرة إلى أن من إيجابيات الرسم الرقمي توفر برامجه وأدواته التي أصبحت متوفرة على أغلب الأجهزة اللوحية، وتستخدم بسلاسة.

جاء ذلك خلال حديثها إلى "الوطن" حول فوزها بمسابقة "المانجا الصامتة العالمية" وحصولها على المركز الثاني بين 1000 قصة مصورة من 94 بلدا، حيث أسست هذه المسابقة لاختبار قدرات الفنانين المشاركين على التواصل مع القارئ وإيصال الفكرة دون أي استخدام للكلمات بقصة يفهمها ويتأثر بها أي شخص في العالم دون أي حاجز لغوي. 



شركات ودعم رسمي

وتضيف سارة أن هناك أجيالا كثيرة نشأت على متابعة أفلام الكرتون اليابانية التي بدأ أغلبها كقصص مصورة (مانجا) وأصبحت جزءا لا يتجزأ من ذكريات الطفولة عند الكثيرين، وحتى الآن ما زال هناك إقبال كبير على متابعة القصص اليابانية في المملكة والعالم العربي ككل. وعن عدم انتشار هذه القصص قالت: السبب هو تقنين وربط هذا الفن بفئات عمرية معينة مثل الأطفال، بينما هو أداة حرة يمكن للفنان توظيفها لنقل أفكاره وفنه لجميع الفئات العمرية، ولكي يتطور ويستمر هذا الفن مثل غيره يحتاج إلى شركات إنتاج ونشر تهتم به كما يحتاج إلى دعم رسمي من الجهات الفنية والثقافية المحلية.

وتتمنى سارة: أن تستلهم قصص تراثنا وثقافتنا، ونرى قصصا ذات محتوى فني وفكري مقدم بشكل احترافي على مستوى عال، وتكون مرتبطة بتراثنا وبالثقافة الإسلامية والعربية الغنية بشكل عام، فنحن بحاجة لمشاريع جدية تكون مدعومة رسمياً لتقديم هذا النوع من المحتوى، كما أنه من المهم أيضا دعم إنتاج ونشر قصص تعكس الفوائد من الثقافات المتنوعة لتشجيع الأطفال على الاطلاع عليها وتوسيع مداركهم.



البداية من الجدران

عن بداياتها تقول سارة: من جدران البيت واستخدام الأدوات التقليدية مثل أقلام الرصاص ورسم اللوحات بالألوان الزيتية في المرحلة الابتدائية، ثم تطور خلال المدرسة إلى الرسم الرقمي باستخدام الفأرة وبرنامج الرسام، ومن ثم تعرفت بعد ذلك على الألواح الرقمية والبرامج المتخصصة للرسم عند دخول الجامعة وتخصصت في مجال الحاسب الآلي.

يذكر أن الفنانة سارة محمد قدمت عدة دورات تدريبية في جامعة الملك سعود في الرسم الرقمي، وحصلت على المركز الأول في مهرجان الإبداع السنوي في جامعة الملك سعود، والمركز الثاني في مسابقة سوني السعودية لتطوير الألعاب عام 2012، أصدرت أول قصة مصورة عام 2013 في مؤتمر الأفلام والقصص المصورة في الشرق الأوسط المقام دبي.