لم تكن بلدة ضراس الوادعة غرب مدينة بريدة على موعد مع الهدوء كالمعتاد عندما تنام باكرا، وتصحو مع زقزقة العصافير، حيث هزها إعلان تورط ابنها عبدالرحمن بن عبدالله التويجري في العملية الانتحارية التي نفذت يوم الجمعة الماضي في مسجد الرضا بالأحساء. وأحاط الصمت والذهول بالبلدة عامة، وبأسرة التويجري بشكل خاص، والتي استنكرت هذا العدوان الآثم، الذي يرفضه الدين والأعراف وتنبذه النفس السوية.



 صدمة للعائلة

وقال أحد أقارب الإرهابي عبدالرحمن التويجري لـ"الوطن" إن الخبر شكل صدمة للأسرة، وكان أثره سيئا على الجميع خصوصا والدته وجدته لأبيه، التي ترقد على فراش المرض. وأضاف أن ابنهم يحظى بقبول الجميع ويحب تقديم المساعدات والعون للآخرين، مؤكداً أن عبدالرحمن ترك حلقة تحفيظ القرآن الكريم في المسجد منذ تخرجه في الثانوية العامة، حيث التحق بقسم الدراسات الإسلامية في كلية المجتمع صباحا، وكان يعمل في المساء بائعا في محل للخضار والفواكه، قبل أن ينتقل إلى العمل في مطعم، إضافة إلى عمله كمؤذن رسمي في أحد مساجد ضراس.



 الشغف بتويتر

وقال إن عبدالرحمن لم يكن يتحدث كثيرا عن الصراعات الدائرة في المنطقة، ولم يحمل توجها معينا، ولم يسافر خارج المملكة إطلاقا، إلا أن حماسه قاده قبل ثلاثة أعوام تقريبا إلى الخروج مع بعض أصدقائه، للمطالبة بإخراج بعض السجناء، وقبض عليه إثر ذلك لأيام معدودة، ثم خرج بكفالة. وأشار إلى أنه لم يكن يهوى الألعاب الإلكترونية الحديثة، إلا أنه شغوف بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، داعيا إلى الضرب بيد من حديد على كل من يجند أبناء الوطن ويستخدمهم لتنفيذ مخططات إرهابية لا يقرها الدين أو العقل.

واستبعد المتحدث تعرض عبدالرحمن لعمل سحري، مؤكدا أن حياته كانت طبيعية حتى الخميس الماضي حين سافر لزيارة أحد المرضى في مدينة الرياض، ثم صعقنا يوم الجمعة الماضي بتورطه في الحادث الآثم، مشيرا بأصابع الاتهام إلى من يسعى جاهدا إلى تجنيد أبناء الوطن من خلال معرفات إلكترونية مجهولة، واستخدامهم كأدوات وحطب لإشعال نار الفتنة، وخدمة أعداء الدين والوطن.



 مسؤولية الإسلامية

من جانبهم، تساءل مختصون عن دور وزارة الشؤون الإسلامية وتهاونها في توظيف المحظورين أمنيا أو من عليهم شبهات، وحملوها مسؤولية توظيف مثل هؤلاء سواء كانوا مؤذنين أو أئمة أو خطباء، وعدم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.