يعتقد خبراء أن الدمار البيئي تسبب بإصابة البشر بالفيروس "زيكا"، وأنه يساعد الآن على انتشاره الواسع والسريع، ويعتبر قطع الغابات ونمو المدن وزيادة كمية النفايات من العوامل التي تقف وراء الانتشار السريع للفيروس. ومن المرجح أن تكون الإصابة به مرتبطة بتشوهات خلقية لآلاف الأطفال حديثي الولادة في البرازيل، بعد ارتفاع مفاجئ في حالات المواليد ذوي الرأس الصغير وبشكل غير عادي.
انتشار أكبر
ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن فيروس "زيكا" وصل إلى 23 بلدا ومنطقة منذ الإعلان عن أولى حالات الإصابة في البرازيل العام الماضي. ويعيش نصف سكان العالم في مناطق حيث ينتشر البعوض الذي يقوم بنشر الفيروس، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن 3 إلى 4 ملايين إصابة في العام قد تحدث في الأميركيتين. وقد نصحت عدة دول في أميركا اللاتينية النساء بتأخير الحمل خلال هذه الفترة.
كما حذر مسؤولون من منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس قد ينتشر في أجزاء من آسيا وإفريقيا وربما جنوب أوروبا، ومن المقرر أن تجتمع المنظمة اليوم لتقرير ما إذا كان انتشار الفيروس يمثل حالة طوارئ صحية عالمية. وفي 30 يناير، قال المعهد الصحي الوطني في كولومبيا إن أكثر من ألفي امرأة حامل في البلاد كن من بين 20297 مصابا بالفيروس.
الدمار البيئي
تقول البروفيسور أيمي فيتور، خبيرة الأمراض الناتجة عن الحشرات في جامعة فلوريدا الأميركية، إن ظهور وانتشار الفيروس من المحتمل جدا أن يكونا مرتبطين بالدمار البيئي. وأضافت أن مثل هذه الأمراض تستمر بشكل "دائرة مغلقة لدى الحيوانات والبعوض" إلى أن تنتقل إلى الناس من خلال التواصل المباشر مع البشر الذين يأتون، على سبيل المثال، لقطع الأشجار. وقالت البروفيسور فيتور إن أبحاثها أظهرت أن إزالة الغابات واستخدام الأراضي لزراعة نباتات منخفضة تقدم بيئة مناسبة للحشرات أكثر من الغابة البدائية. ويوضح الدكتور اليسون جوتوالت من جامعة واشنطن أن قطع الغابات يوفر "الظروف المثالية للحشرات الناقلة للجراثيم لتتكاثر وتنقل الأمراض المعدية".
وأعلنت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف حملة شاملة ضد البعوض الحامل للفيروس، وأكدت بداية حملة للقضاء على مناطق تكاثره.