في خطوة رمزية، تعبر عن إحباطهم من تلكؤ الأمم المتحدة في الدفاع عن حقوق مواطني تعز الذين تحاصرهم ميليشيات الحوثيين المتمردة وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، منذ عدة أشهر، حمل أطفال مدينة تعز جنازة رسمية، كتبوا عليها اسم مجلس الأمن الدولي، واتفاقية جنيف، وقوانين حقوق الإنسان، وقوانين حماية الأطفال. وأشار محللون سياسيون إلى أن الفعالية التي نظمها وشارك فيها أطفال المدينة التي تعاني ويلات الحصار، تكشف بوضوح تراجع الدور الذي كانت تلعبه المنظمة الدولية، واستخفاف المتمردين بكل القرارات التي أصدرتها فيما يخص الأزمة اليمنية، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
قال المركز الإعلامي للمقاومة، إن مئات المواطنين احتشدوا في ساحة الحرية بتعز، في جمعة أطلقوا عليها اسم "بالاستمرار نكسر الحصار"، تم تنظيمها بواسطة فعالية شعبية، بغرض لفت انتباه العالم إلى الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها سكان تعز، والخطر الذي يهدد حياتهم، في ظل تزايد الاعتداءات التي تشنها الميليشيات الإرهابية.
التهديد بكارثة إنسانية
حمل المتظاهرون لافتات دانت استمرار الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدينة لعدة أشهر، وتعنتهم ورفضهم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية التي أرسلتها الهيئات والمنظمات الدولية والدول المانحة، مشيرين إلى أن الصمت الدولي على تعنت الحوثيين، وغض الأمم المتحدة طرفها عن تلك التجاوزات أغرى الحوثيين في التمادي باستمرار الحصار، ودعوا إلى سرعة التدخل، وممارسة الضغوط على الجماعة الانقلابية، لفك الحصار وإغاثة السكان. ونقل المركز عن ناشطين قولهم، إن الحصار الذي تفرضه مليشيات التمرد الحوثي وقوات المخلوع منذ عدة أشهر على تعز، والقصف المستمر لمنازل المواطنين، واستهداف المستشفيات والوحدات الصحية، دفع بالأوضاع الإنسانية والصحية إلى الهاوية، إذ حذرت كثير من المنظمات الدولية من كارثة إنسانية ستقع حتما في المدينة إذا استمر الحصار فترة أطول. إذ يحدق الهلاك بأكثر من أربعة ملايين مدني يعانون شح الأغذية.
تزايد الضحايا المدنيين
أضاف المركز، أن خطورة الوضع الصحي في المدينة لا تقتصر فقط على انعدام الأغذية والأدوية، بل تتعداها إلى جانب أكثر خطورة، يتمثل في انعدام أسطوانات الأكسجين في كل مستشفيات المدينة، مما يهدد المرضى، لا سيما المواليد الجدد بالموت. كما أن المرضى المصابون بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان يعانون بشدة، وباتوا مهددين بالهلاك، بسبب نقص وانعدام الأدوية التي يحتاجون إليها. كما أن حوالى 7600 جريح يحتاجون إلى إجراء جراحات عاجلة، لا يمكن إجراؤها بسبب نقص الأكسجين والمعدات الطبية.
ومما يزيد من مأساة سكان المدينة المحاصرة، إضافة إلى كل ما سبق، تعرضهم إلى قصف عشوائي مستمر، تقوم به الميليشيات المتمردة على الأحياء السكنية، مما يتسبب في وقوع عشرات القتلى والجرحى بصورة مستمرة.
وكان وفد أممي زار المدينة الأسبوع الماضي، واطلع على معاناة السكان، وطالب برفع الحصار عنها فورا.