الاهتمام بدراسة وفهم توجه أصوات المسلمين في الانتخابات الأميركية -فضلا عن محاولة كسب تأييدهم- هو توجه حديث نسبيا، فعدد المسلمين الذين لهم حق التصويت في الولايات المتحدة ما زال صغيرا -ربما مليونان أو أدنى قليلا- لكن من المتوقع أن تتضاعف نسبتهم من ازدياد عدد السكان عام 2050.

ولحداثة هذا التوجه، فإن البيانات التي تظهر آلية قيام المسلمين بالتصويت في أغلبها غير مكتملة أو بيانات جزئية، علما بأن المسلمين في أميركا يشاركون في الحياة السياسية بقوة وعادة ما يقومون بالتصويت. 

وأحد أهم المفاهيم الخاطئة أن كثيرا من السياسيين يعتبرون المسلمين كتلة واحدة، لكن في الحقيقة هم منقسمون سياسيا لمجموعة فئات مختلفة، فأكثر من 60 % من المسلمين مهاجرون جاؤوا من 80 دولة، وهم منتشرون في أنحاء الولايات المتحدة وفي مختلف الشرائح الضريبية ومختلف المهن.

وكما قال المدير التنفيذي لمركز الإسلام والسياسة العامة، زاهد بخاري، فقد كان المسلمون منقسمين بصورة كبيرة قبل أحداث 11 سبتمبر، وكان المسلمون الذين ولدوا بأميركا -وهي المجموعة التي تضم كثيرا من المسلمين السود- يميلون للتصويت للديموقراطيين، بينما كان المهاجرون -وهي فئة تضم العديد من المهن، خاصة الأطباء ورجال الأعمال- يتجهون إلى ناحية الجمهوريين. 

خلال فترة الانتخابات الرئاسية الحالية وصل مرشحو الحزب الجمهوري إلى ما هو أبعد بشأن المسلمين، فقال المرشح الرئاسي عن الجمهوريين، بين كارسون، إنه لا يعتقد أن مسلما يمكن أن يكون رئيسا. وطلب محافظون جمهوريون -بالإضافة إلى بعض الديموقراطيين- من الحكومة الفيدرالية ألا ترسل لاجئين سوريين للولايات التي يحكمونها، وقدّم مرشحون جمهوريون مشروعات قوانين للكونجرس لإنهاء برنامج اللاجئين، واقترح دونالد ترامب عمل سجلات وهويات خاصة للمسلمين قبل أن يقدم اقتراحه الأسبوع الماضي بمنع المسلمين -كمهاجرين أو كسياح أو قد يكون حتى كمواطنين- من دخول الولايات المتحدة.

ما زال كثير من الغضب قائما إزاء الرئيس باراك أوباما، فبعد 4 سنوات مثلا لم يزر أوباما أي مسجد داخل الولايات المتحدة حتى الآن، بخلاف سلفه جورج بوش.

أما هيلاري كلينتون، فمن غير الواضح إن كانت ستدحض تلك الشكوك، وإن انتقدت طرح دونالد ترامب الأخير، وأن أحد مساعديها المقربين -هوما عابدين- كتبت في إحدى رسائلها الإلكترونية لقائمة كلينتون قالت فيها: إنها مسلمة فخورة بإسلامها. وفي الوقت نفسه قال روبرت مكواي: إن منظمة "كير" التي يعمل بها ستقوم بالرد على ترامب بالعمل على تشجيع المشاركة السياسية للمسلمين الأميركيين.

قال مكواي: "هناك 2000 مسجد في البلد، ونحن نخطط لطبع 2000 ملصق دعائي للحث على التصويت". وتهدف منظمة كير إلى أن تسجل 20 ألف ناخب جديد في هذه الجولة. ورغم أن تلك النسبة ضئيلة إلا أن الانتخابات الرئاسية دوما ما تتحدد بفوارق ضئيلة.