في وسط المشهد المؤلم ظُهر يوم الجمعة الفائتة، وبينما كان الجميع مصدومين من العملية الإرهابية التي طالت مسجد الإمام الرضا في محاسن بالأحساء، ويتابعون بإعجاب تضحيات وشجاعة رجال الأمن، ويقظتهم التي أفشلت العملية الإرهابية المدانة من كل مواطن مخلص لدينه، ووطنه، وقيادته، برز "صوت نشاز" من بين كل تلك الأصوات التي تعالت بالتكبير، والدعاء للوطن وجنوده، بعيد القبض على أحد الإرهابيين، وقتل الآخر، قائلا: "صوروه لا يغيرونه" ونسي صاحب العبارة النشاز التي تحمل في مضامينها معاني سيئة، لربما أنها "تعشش في عقله الباطن المريض".
إن الجنود الذين كانت بسالتهم عنوانا لفداء كبير، وبطولة رائعة، أسهمت في إنقاذه، وحماية المصلين من العملية الإرهابية، نتيجة نجاحهم في رصد الإرهابيين قبيل وصولهما إلى المسجد، ودخولهما وسطه، مما أدى إلى التخفيف من ارتفاع عدد الضحايا التي كانت ستكون كبيرة لولا توفيق الله، ثم يقظة رجال الأمن لحماية المصلين.
تلك العبارة النتنة، لا تعبر إلا عن قائلها، لكنها تشير إلى وجود عقليات تسيطر عليها فكرة التخوين والتشكيك والنكران وانعدام الثقة، رغم أن الإرهاب لا لون له ولا دين، فقد ضرب في كل مكان، واستهدف الجميع دون تحديد مذهب بعينه، ثم إنه لا يمكن لعاقل يؤمن بالله وباليوم الآخر، يعتقد "بصحة منهج" من يقومون على تفجير المساجد، وقتل الأبرياء، بل تلك العمليات تثبت أن الإرهاب، بما لا يدع للشك مكانا، يهدف إلى زعزعة الأمن، وتمزيق وحدة الوطن، وخلق فتنة داخلية.
كما أنه لا يمكن لأي عاقل أن يشكك ولو للحظة واحدة، في أن إيران وأعوانها وأدواتها في المنطقة، هم من يقفون خلف الأعمال التفجيرية الإرهابية التي تستهدف مساجدنا ورجالاتنا ومواطنينا، لإشارات عدة تؤكد صحة هذه الفرضية، فكل الدلائل تشير إلى وجود علاقة بين إيران وجماعة "داعش الإرهابية"، والتقاء أهداف مشتركة بين الطرفين هدفها الأول "إحداث صراع طائفي في المنطقة" لإشعال الحروب والفتن الداخلية فيها، وكما هي الصورة جلية في دول تشهد الصراع حاليا ودور إيران فيما يحدث، وكذلك لعدم استهداف "داعش" لإيران وميليشياتها التي تقاتل في مناطق عدة في العراق وسورية، ولهذا يجب أن يكون "المواطن السعودي"، أيا كان مذهبه وطائفته، في حالة يقظة أمنية، وشعور ينمو بالمسؤولية الوطنية، وبإحساس يعلو في كل وقت وعند الأزمات خاصة، أننا جميعا في الوطن نستقل مركبا واحدا، ولا يجب أن تعطى الفرصة لكائن من كان، من أصحاب الفكر الضال الإرهابيين، أو ممن لديه خلل في ولائه وانتمائه للوطن، أن يخرق المركب "بإثارة الفتنة والعصبية، أو الإساءة إلى الوطن ورجالاته ومسؤوليه ومؤسساته، ليخدم أيديولوجيات أعداء الوطن. لهذا، فكل التحية والتقدير لجنودنا الأبطال.