فيما سجلت مناطق شمال المملكة انخفاضا حادا في درجات الحرارة وصل في بعض المحافظات إلى مـا دون الصفـر المئوي صاحبه هطول الثلوج، إضافة إلى تفاوت انخفاض درجات الحرارة في بقية المناطق هذه الأيام، إذ أطلقت لجنة تسمـية الحـالات المناخية المميزة في المملكة اسم "عاصفة الشرق الثلجية" على عاصفة الثلوج التي اجتاحت المملكة، بدءا من منتصف الأسبوع الماضي وتنتـهي بنهاية الأسـبوع الحالي، انفردت منطقة جازان بأجواء ربيعية معتدلة جعلت من هذه المنطقـة الواجهة الأولى لمن يبحث عن الدفء والسياحة والمغامرة في أحضان عروس الجنوب.


دفء في جازان

أوضح أمين منطقة جازان محمد الشايع لـ"الوطن"، أن الأمانة والبلديات استعدتا لاستقبال زوار المنطقة في فترة إجـازة الربيع وما بعدها، لاعتبار المنطقة ملاذا للباحثين عن الدفء، والاستمتاع بشواطئها ومياهها الكبريتية في العيون الحارة التي تعدّ واحدة من أبرز المعالم المشتهرة في جازان، مبينا أن البلديات جهزت مظلات إضافية في الواجهات البحرية، وإغلاق بعض دورات المياه لصيانتها في الفترة الحالية، إضافة إلى زيادة الألعاب المخصصة للأطفال وملاعب كرة القدم في مختلف أحياء المنطقة وفي الواجهات السياحية، وتخصيص أماكن للشباب وأخرى للعائلات حول العيون الحارة في الحرث وبني مالك.

وصلت نسبة الإشغال السياحي في فترة إجازة الربيع في جازان إلى أكثر من 90 %، إذ اتخذ بعض زوار المنطقة نتيجة اعتدال الطقس من شواطئ البحر أماكن للتخييم والاستمتاع طوال مكوثهم فيها.

 


هطول الثلوج

أضاف أمين اللجنة، أنه بالرجوع إلى أرشيف معلومات مواسم سابقة، فإن ظاهرة تهاطل الثلوج على المناطق الداخلية كما حدث في الرياض موسم 1392/ 1393، وحائل وغرب القصيم 1407، والدوادمي 1413، وهذا العام 1437 شمال شرق المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تقر فيها لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة اسما لعواصف ثلجية، فالأولى كانت عاصفة هدى الثلجية التي غطت مناطق واسعة من شمال وشرق المتوسط في المملكة، فيما أطلقت مجموعة من التسميات على العواصف الرملية والحالات المطرية النادرة.





عاصفة الشرق

بين أمـين لجـنة تسمية الحالات المناخية المميزة في المملكة صلاح الزعاقي، أن عاصفة الشرق الثلجية صحبت المنخفض القطبي الذي أثر على أجزاء من النصف الشـمالي للمملكة بالأمطار والثلوج، ثم توغلت كتلته الباردة إلى بقية المناطق التي تشهد حالـيا تدنيـا كبيرا في درجات الحرارة مع أقـوى موجـة برد لهذا الموسم، مؤكدا أن تسمية "عاصفـة الشرق الثلجية" جاء وفقا لاقتراح اللجنة، والذي يهدف إلى وضع تعريف وتوثيـق تاريخي وعلمي للحالات المناخية المميزة في المملكة.

أشار الزعاقي إلى أن تسمية العاصفة بـ"الشرق" ارتبط بمدلول تاريخي، إذ إن الثلج تهاطل خارج نطاقـه المعهـود شـمال المملكة، وامتد شرقا حتى الكويت، وكانت هذه الحادثة الثلجية لافتة حتى للمواقع الغربية، إذ أشارت إليه المواقع الأوروبية على أنه حدث تاريخي.