أشارت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع علي عبدالله صالح، إلى أن الأخير قام خلال الفترة الماضية بنشاط واسع، لحث عدد كبير من رجال الأعمال والتجار الموالين لحزبه، على التبرع بالأموال لمصلحة تمويل فلول جيشه.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، في تصريحات إلى "الوطن"، أن صالح قام بزيارات متباعدة في تواريخها إلى التجار الذين كانوا يحظون بدعمه خلال فترة حكمه، وحدثهم عن ضرورة توفير المال لسداد رواتب عناصر الحرس الجمهوري. مشيرة إلى أن الزيارات كانت تتم بصورة مفاجئة، ودون ترتيب مسبق، وفي أوقات غير متوقعة.
أزياء تنكرية
وأكدت المصادر أن المخلوع كان يرتدي أزياء شعبية عادية، للتمويه، وحتى لا تتم متابعته، ولم يكن يصحبه فيها حرس بصورة مكشوفة، إذ كان يتنقل خلال تلك الزيارات بسيارات تاكسي عادية، لا تثير شبهة المارة، ويرتدي نظارات سوداء عريضة تخفي معظم معالم وجهه.
وتابع المصدر قائلا، إنه كان موجودا الأسبوع الماضي في مجلس أحد التجار البارزين في العاصمة صنعاء برفقة آخرين، وأن الجميع فوجئ بدخول صالح، دون حراسة شخصية، كما جرت العادة، وأنه ألقى التحية على الحاضرين، واختلى بصاحب البيت لمدة غير طويلة، وخلال تلك الفترة قام ثلاثة أشخاص كانوا يرافقونه في سيارة عن بعد، بسحب هواتف جميع الموجودين، وقاموا بإرجاعها بعد استئذان المخلوع في المغادرة.
تمويل الميليشيات
واستطرد المصدر بالقول، إن صاحب البيت كشف لهم عن السبب في زيارة صالح، وقال إن الأخير صرح له بوجود صعوبات لتمويل عناصر الحرس الجمهوري، لصعوبة الحصول على جزء من أمواله الموجودة في بنوك خارج اليمن، وطلب منه توفير مبلغ مالي كبير للإسهام في حل تلك المشكلة، وذكَّره بالتسهيلات الكثيرة التي قدمها له خلال وجوده في السلطة.
إلى ذلك، نقل المركز الإعلامي للمقاومة، عن مصادر لم يسمها، قولها إن عناصر الحرس الجمهوري لم تتسلم رواتبها منذ ثلاثة أشهر، بعد أن امتنع الحوثيون عن سدادها، إلا لمن يقبل بالتوجه إلى جبهات القتال، على أن يتم صرفها هناك. وأضاف المركز أن الضباط والجنود أبدوا تذمرا كبيرا لعدم قدرتهم على إعالة عائلاتهم، فيما لوَّح بعضهم بالانضمام إلى المقاومة الشعبية، مما دفع المخلوع إلى البحث عن حل لهذه المعضلة، بشتى السبل.