الجميع يؤكد هذا الموسم أن الفريق الأهلاوي هو الأفضل والأكثر إمتاعا من نواحٍ فنية ونتائجية، يدعمها عمل إداري بديع، وحضور جماهيري مميز، وما فوزه الأخير على متصدر الدوري الهلال إلا تأكيد على أنه الفريق الأقوى على الإطلاق.
لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل لأحد، ويبدو أن المدرب جروس، رغم كل هفواته في بعض المباريات، استفاد جيدا من سلبيات الماضي، وبدأ في رسم خارطة الجودة الفنية والعناصرية مهما كانت الغيابات، وهو الحراك التكتيكي الذي جعل نجما واعدا مثل حسين المقهوي يخطف الأنظار حين تفرغ ليصبح وحدة ربط فنية لكل الخطوط، تصنع وتسجل وتدافع وتحضّر لشن هجوم ليشكّل وحيدا ورقة رهان قوية في يد جروس، تدعم أي قراءة أو خطة يريد تنفيذها. وبالتالي، فإني أرى حسين المقهوى لاعبا بمواصفات عالمية "ما شاء الله عليه".
في المقابل، فإن كل هذه الأمور لا تكفي لاحتضان بطولة الدوري "الأهم" حاليا لكل أهلاوي منصف لنفسه وفريقه، في لحظة فوضى وغفلة غير محسوبة ربما يخسر جروس وفريقه الدوري دون خسارة للمرة الثانية، وهذه وحدها أقسى، وتحوي في جنباتها مرارة النهايات التي لا أتمناها لهذه الفرقة المميزة في كل شيء.
عموما، ما زالت الأمور في الملعب وعلى الأهلي المتصدر "الآن" أن يفكر في الملعب فقط، لأنه المكان الوحيد الذي بإمكانه انتزاع أفضليته، وبسلطنة الكبار دون النظر لأي اعتبارات أو مؤثرات خارجية يظن بعض الأهلاويين أنها سبب في تراجعهم أحيانا.
ففي هذا النهج اقتراب أكثر لإفلات ما بأيديهم رغم قدرتهم الواضحة على الاحتفاظ به وبجدارة أيضا.
هرجكم في المستطيل الأخضر هو المسموع والمسموح به. فكما تقولون زيد الصبر عندك. عليكم في المقابل أن تزيدونا إمتاعا في اللعب، وتميزا في النتائج.