الآن، بعد أن أصبحت تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، دونالد ترامب، عن خطته لمنع المسلمين من القدوم إلى البلاد، أكثر استفزازا، وأصبح خصومه أكثر استعداداً لانتقاده، بات هنالك سؤال هو: هل سيدعم الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، إذا أصبح مرشح الحزب للرئاسة الأميركية القادمة؟ من المتوقع أن كثيرين منهم سيتلعثمون في الرد، وسيؤكد آخرون منهم أنه لا جدوى من السؤال، لأن ترامب لن يصبح مرشحاً عن الحزب. لكن الإجابة الواقعية هي أن هؤلاء سيدعمون ترامب بالطبع.

وتطرح الصحافة السياسية، من حين إلى آخر، سؤالاً يجد المرشحون وأحياناً سياسيون آخرون صعوبة في الرد عليه، ولذا يعاد طرح السؤال مراراً. وجاذبية السؤال لا تنبع من أنه يُمثل "مأزقا" لأن أي إجابة عليه ليست في صالح المرشح، بل لأن الصحفي يعرف أن السؤال سيجعل المرشح يرتبك، وهذا لا يعني أن السؤال بلا دلالة.

فإذا قال المرء إن ترامب غير ملائم بالمرة لقيادة الولايات المتحدة، كما قال حاكم ولاية أوهايو السابق المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون كاسيتش، أو أن خطته لمنع المسلمين من القدوم إلى البلاد "لا تمثل الحزب والأهم من هذا أنها لا تمثل البلاد"، مثلما قال رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان، أو أنه "معتوه"، كما قال منافسه في الانتخابات الرئاسية جيب بوش، أو أن ترامب "لديه خوف مرضي من الأجانب ومتعصب دينيا" كما قال السيناتور الأميركي بمجلس الشيوخ لينزي جراهام، فمن الصعب للغاية أن تكون الإجابة بأنه سيؤيد ترامب إذا أصبح مرشح الحزب. لكن هذا ما يقوله الجمهوريون بالضبط، وإن لم يكن في كثير من الكلام. ولم أر بعد جمهورياً بارزاً واحداً يقول إنه لن يؤيِّد ترامب، إذا أصبح مرشحاً عن الحزب الجمهوري.

في سبتمبر الماضي، تعهد المرشحون الجمهوريون الرئاسيون بالولاء إلى مرشح الحزب مهما كان. ولقد كان الغرض من التعهد المكتوب الذي وزعه الحزب في ذاك الوقت هو إبعاد ترامب نفسه عن الترشيح لمصلحة حزب ثالث.

ودعنا نفترض أنك سياسي جمهوري مستاء فعلياً من ديماجوجية ترامب، ففي هذه الحالة، إذا أصبح ترامب رئيساً فلا مفر من أنه سيملأ 3 آلاف منصب أو نحو ذلك في الفرع التنفيذي بتعيين أفراد من الحكومة الجمهورية، التي تنتظر في المراكز البحثية ومنظمات الدفاع عن الحقوق. وهؤلاء سيشرعون في تنفيذ أهداف محافظة في كل وكالات الحكومة. وفوز ترامب بترشيح الحزب محفوف بالمخاطر، لأنه متقلب ولا يمكن التنبؤ به أيديولوجيا.