الرجال في السعودية يتعلمون؟ سؤال طرحتْه عليّ إحدى الصديقات من كشمير قبل عدة سنوات. فأجبتها: نعم.
فالرجل السعودي يدرس ويتعلم ويبتعث ويتثقف، لِم استغرابك؟
فقالت لي: إنها اعتقدت أنه مَحْرم لا أكثر، فكان ردي عليها بأنه مَحرم عندما يرافق سيدة من ذويه، مع إنني عرفت أنها تقصد حينها أنه غير ذي فائدة، وأن وجوده كله يكمن في أنه محرم للمرأة، ووصيّ عليها!
وفي حملات مطالبة السيدات بحق قيادة السيارة، اصطدمت بتعليق آخر يخص الرجل السعودي، عبر إحدى وسائل التواصل، جاء فيه: المرأة لن تستطيع القيادة، لأن الرجال سينقضون عليها في الشارع؟ وهل الرجال السعوديون همجيون إلى هذه الدرجة؟
عندما نقرأ المجتمع السعودي من الخارج، نجد أنه قُسّم إلى صور نمطية، ترسم الرجل على أنه كائن همجي متخلف، والمرأة كائن ضعيف مسلوب الحقوق ومغلوب على أمره، وعندما تسأل أي شخص عن انطباعه عن المجتمع السعودي سيكون هذا هو رده، إلا ما رحم الله.
هذه الصور نحن أسهمنا في إيجادها. فالرجال السعوديون ليسوا همجا، ومنع المرأة من قيادة السيارة، ربما تكون له أسباب مغايرة غير أن الرجال سينقضون عليها كالذئاب.
الرجل السعودي ليس بالسوء الذي يبدو عليه من الخارج. إنه إنسان طبيعي وليس مخلوقا متزمتا متسلطا على أهل بيته ومجتمعه من النساء.
الرجل السعودي ليس همجيا لكنه شخص يحتاج إلى تحسين صورته المشوهة من الخارج، والتي توشك أن تطغى على داخله.
فهذه الصورة النمطية للأسف لم تعد نظرة خارجية، بل أصبحت معتقدا عند بعض من في الداخل كذلك. وإن لم نتدارك الأمر فستكون الأجيال القادمة نسخة طبق الأصل للملامح التي رسمت للمجتمع السعودي.