كما كانت.. فروسية وغزل وعشق من طرف واحد.. ومزيج من اللهجات التي يعجز كبار اللغويين الجميع بينها.
لا شيء تغير في المسلسلات البدوية منذ كانت تعرض فترة المغرب يومياً وحتى اليوم الذي امتلأ فيه الفضاء بالبدو وحكاياتهم.. سوى "المكياج"..!
ولكي لا أكون ظالماً لابد من أن أقول: إن جودة الصورة ودقتها تغيرت كثيراً، إلا أنه ليس للمنتجين والمخرجين والمؤلفين فضل فيها، بل هي من ثمار التطور التقني الغربي الذي نتمتع به في الشرق.
حين تشاهد آخر المسلسلات البدوية ظهوراً "وعد لزام" لن تتذكر سوى "حزم الظامي" و"جواهر"، إلا أنك بالتأكيد ستنتبه إلى أنّ "المكياج" أو "الميك أب" هو صاحب الحضور الأبرز في مسلسلات اليوم.. خاصة أنه أصبح مشتركاً بين الذكور والإناث، ولن يحتاج المشاهد إلى ميزان ليعرف أن الفنان السعودي "طلال السدر" استخدم كميات من "الميك أب" أكثر بكثير مما استخدمته الفنانة الأردنية الجميلة "نجلاء عبدالله"، أو لعرف أن "كحل" الفنان الكويتي خالد أمين يوازي إن لم يتجاوز كحل الفنانة السعودية الجميلة "ريم عبدالله".
كنت.. أفهم أن يُستخدم المكياج لإزالة مسحة الرفاه والعز من على وجه ممثلٍ سيؤدي دوراً في مسلسلٍ بدويٍ.. وكنت أفهم أن ترفض فنانة عربية التمثيل دونه حتى في المسلسلات البدوية.. لكني اليوم لا أفهم لماذا يستخدمه الممثل لزيادة وسامته وهو يقوم بدور البطولة في مسلسل بدوي لا تعرف تفاصيله سوى الشمس الحارقة والأرض القاحلة، وشيء من الغزل والعشق من طرفٍ واحد..!
أحياناً أشك أن المنتجين الخليجيين يعرفون شيئاً عن الواقع أو الماضي، فحين تشاهد المسلسلات الخليجية المعاصرة لن يلفت نظرك شيءٌ أكثر من القصور الفخمة، وحين تشاهد المسلسلات البدوية الخليجية لن يلفت نظرك شيءٌ أكثر من "الميك أب" والجدايل المصطنعة.
كلما شاهدت مسلسلاً بدوياً.. وشعرت بالغثيان تذكرت مسلسل "عودة عصويد"، فأبحث عنه في اليوتيوب وأشاهد وأضحك حتى أنسى.. شاهدوا:
http://www.youtube.com/watch?v=48PU1-fWDlg&feature=related