سعيد علي دلبوح


إن إقرار المنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية فوز مدينة أبها بمنطقة عسير بجائزة لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2017 لهو إنصاف لمدينة أبها البهية خاصة، ولمنطقة عسير عامة، وإنصاف لكل صور الجمال التي تتمتع بها المنطقة، ولسودة عسير الساحرة وجبالها الشامخة مع سحبها الماطرة، ولطبيعة الحبلة الرائعة وبساتين رفيدة الزاهية، ولورود النماص الفاتنة وشذى تنومة الرائع، ولسهول تهامة الحالمة ونخيل بيشة الباسق.

إنه إحقاق لحقيقة الجمال بمنطقة عسير بكل أشكاله وصوره، ولأميرها فيصل بن خالد، وأهلها الرائعين، ولهيئة السياحة والتراث الوطني وأميرها سلطان بن سلمان النشط، ولكل من بذل جهدا وأسهم في تنمية السياحة.

إنه استحقاق لرجال الأعمال المخلصين الذين استثمروا في هذه المنطقة، وللأخلاق الرفيعة وحسن التعامل لإنسانها، ولسنوات العمل المضني لتنمية السياحة فيها، كما إنه أفضل وأقوى رد على المشككين في مكانة قطاع السياحة الوطنية، ورد على من عزفوا عن الاستثمار في المنطقة، وهي في نفس الوقت مسؤولية كبيرة على الجميع، لإظهار أبها خاصة ومنطقة عسير عامة، بحلة جميلة تزيدها جمالاً على جمالها لزفافها في 2017م عاصمةً للسياحة العربية.

إننا لم نصل إلى درجة الرضى عن أنفسنا في ما تم ولكن ذلك مؤشر قوي على سيرنا في اتجاه متوازن وصحيح، ونتساءل فيما بيننا أما آن الأوان لتحويل جزء من المليارات التي نصرفها على السياحة الخارجية إلى الداخلية، فننهض ببلدنا ونسهم في تعدد مصادر الدخل الوطني لبلادنا؟

نحن نعلم أننا لا نستطيع إجبار السائح على تغيير وجهته لأن قناعته في القصور الخدماتية والمغالاة في أسعار الشقق والفنادق والمنتجعات السياحية، ولكننا نستطيع أن نركز على الجوانب السلبية ونعالجها بشكل متوازن.

إن صناعة السياحة وخاصة في هذه الظروف أصبحت توجها وطنيا يجب أن نسهم جميعاً في بنائه.