كشف أحد عناصر جماعة الحوثيين المتمردة، أن الجرحى الذين ينقلون لتلقي العلاج في إيران يعانون من الإهمال التام ويبقون لأيام عدة دون تلقي أي عناية طبية، مشيرا إلى أن بعض الجرحى لقوا حتفهم، بعد تعرض أجسادهم للتسمم، بسبب تفاقم الجروح التي يعانون منها.

ونقلت وسائل إعلامية عن جريح يدعى تقي المطاع أصيب في المواجهات مع مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني في صنعاء، قوله في منشور على صفحته بموقع فيسبوك إنه سافر إلى طهران لتلقي العلاج من الجروح التي أصيب بها، إلا أنه وزملاءه عانوا من تجاهل شديد حتى اضطر الأطباء - بعد أسبوع من وصولهم - إلى بتر أرجل بعضهم وأيديهم، فيما توفي آخرون، نتيجة لتأخر حالتهم الصحية.



تجاهل وإهمال

وقال المطاع في منشوره "عشرات الجرحى اليمنيين توفوا في مشافي طهران، فيما يشبه القتل المتعمد، وبعد أن قررت طهران استقبالنا للعلاج، حصل إهمال وتقصير كبير في علاجنا، ما أدى إلى مضاعفات وتقيحات والتهابات حادة، مات الكثير على إثرها خلال الأسابيع الأولى من إقامتنا في طهران، مع أن حالتهم لم تكن بالخطيرة، وكثير منهم دخل المستشفى على رجليه". وأضاف "لن أنسى صراخنا حين وصلنا هناك، ولم نجد كوب ماء أو حبة مسكن، لأكثر من ثماني ساعات، أو حتى من يواسينا ويطمئننا بعد عناء سفر امتد لأكثر من عشر ساعات ليلا على طائرة شحن بضائع".



عزوف عن المساعدة

وكانت الصحف الإيرانية قد نشرت خلال الأيام الماضية صورا لأربعة يمنيين ينتمون لجماعة الحوثيين، قالت طهران إنهم جرحى توفوا إثر إصابتهم خلال المواجهات. كما وظف مسؤولون الخبر بشكل مختلف، مشيرين إلى أن طهران بذلت ما في وسعها لأجل مساعدتهم وعلاجهم، إلا أن مصادر يمنية ذكرت أن أولئك الجرحى توفوا نتيجة الإهمال والتجاهل. وأن طهران حاولت تحقيق كسب معنوي تؤكد به وقوفها إلى جانب التمرد الحوثي.

وأضافت المصادر أن النظام الإيراني الذي خدع المتمردين الحوثيين، وأوهمهم بالوقوف إلى جانبهم، وشجعهم على اجتياح صنعاء، والاستيلاء على السلطة بالقوة، أحجم عن مساعدتهم، أو الوقوف فعليا إلى جانبهم، ولم يقم بتزويدهم بالأموال أو السلاح كما وعدهم، كما أن غالبية المواد الغذائية التي أرسلها لهم كانت تالفة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، كما أن شحنات الأرز التي أرسلتها طهران للحوثيين كانت تالفة، وانتهت صلاحيتها في عرض البحر قبل وصولها الشواطئ اليمنية.