فيما أعلن رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود، أن تكاليف مشروع دراسة وتركيب صافرات الإنذار المبكر، الذي تنفذه المدينة لمصلحة المديرية العامة للدفاع المدني، ويستهدف تركيب "11131" صافرة في 13 منطقة، ستكون أقل بـ10 أضعاف، فيما لو أسند إلى شركات خارجية، استبعد المدير العام للدفاع المدني الفريق سليمان العمرو وجود نية لإنشاء ملاجئ محصنة، للجوء إليها في الحالات الطارئة مثل التعرض لهجمات بيولوجية، أو مخاطر أخرى، لا سمح الله.
المنازل أفضل الملاجئ
أكد الفريق العمرو في رده على سؤال لـ"الوطن"، أن الدراسات والأبحاث العالمية أثبتت أن تجميع أعداد كبيرة من الناس في مكان محدد يعرضهم للخطر، معتبرا أن الملاجئ الخاصة في المنازل هي الأفضل. وقال "المنزل يعتبر ملجأ، وقبو المنزل يعتبر ملجأ، والمناطق القوية في المنزل أو المنشأة تعتبر ملجأ"، مشيرا إلى وجود مواقع داخل المنزل يمكن اللجوء إليها في حالات الخطر، مثل الانتقال من الأدوار السفلية إلى العلوية في حالات الأمطار الشديدة والفيضانات، حيث ستساعد الميزات الجديدة والمتقدمة في الصافرات التي يتم العمل على تركيبها بالمشروع على توجيه الناس في حالات الخطر. وأشار إلى أنه بالإمكان التحدث من خلال مكبرات الصوت الموجودة في الصافرات إليهم مباشرة وتزويدهم بالإرشادات والتوجيهات اللازمة.
ولفت العمرو إلى العمل على الاستفادة من مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد، للقيام بدور صافرات الإنذار، وسيتم الإعلان عن ذلك، بعد الانتهاء من التجهيزات اللازمة.
جاء حديث الفريق العمرو على هامش حفل تدشين المديرية العامة للدفاع المدني ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مشروع دراسة تحديث صافرات الإنذار بالمملكة، وذلك بحضور رئيس المدينة الأمير تركي بن سعود بن محمد، وذلك في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بمدينة الرياض.
استخدام الصافرات
أرجع الفريق العمرو في تصريح صحفي عقب حفل الافتتاح عدم الاستفادة من صافرات الإنذار الموجودة حاليا للتحذير من الحالات المناخية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية مثل العواصف الرملية والأمطار الشديدة والسيول، إلى عدم وجود شبكة لصافرات الإنذار تغطي كافة المناطق والأحياء في جميع مدن المملكة، وعدم الانتهاء من مشاريع التطوير الجاري العمل عليها حاليا. وشدد على أن الدفاع المدني لا يستطيع استخدام الصافرات الحالية في ظل عدم تسلم جميع صافرات الإنذار المقرر تركيبها في المشروع، لافتا إلى أنه تمت مراعاة أن يكون المشروع جديدا ومتقدما، مؤكدا أنه يمكن التحكم في الصافرات من قبل مراكز القيادة والسيطرة بالدفاع المدني.
وكشف العمرو عن تحديد ثلاث نغمات لصافرات الإنذار سيتم الإعلان عنها، بعد انتهاء المشروع وتعريف الجمهور عليها، وهي تحدد ثلاث حالات للخطر هي: احتمالية حدوث الخطر، بداية حدوث الخطر، انتهاء مرحلة الخطر. وسيتم تنفيذ فرضيات لتهيئة وتعريف الناس على آلية وأنواع نغمات صافرات الإنذار وطريقة التصرف في حالات الخطر.
نظم الإنذار المبكر
تطرق الفريق العمرو إلى أهمية نظم الإنذار المبكر، ومن أهمها صافرات الإنذار في تنبيه وتحذير السكان من المخاطر المحتملة في حالات الطوارئ، ووجود أداء فعال لذلك لتحقيق أهداف الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات. وأشاد بجهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بما لديها من بيانات جغرافية ومصورات فضائية وخرائط رقمية للمدن والمحافظات ونماذج الارتفاعات الرقمية للمدن والمحافظات، لتنفيذ تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والتحقق الميداني لمعرفة التوزيع الأمثل، والاحتياج الفعلي من صافرات الإنذار، والتي مثلت ركيزة للتعاون بين المدينة والمديرية العامة للدفاع المدني في إنجاز هذا المشروع الحيوي، والذي سيتم على ضوئه إنشاء نظام الإنذار الشامل على مستوى المملكة. وأشار إلى بدء تنفيذ مشروع نظام الإنذار الشامل في محافظة جدة، ويجري حاليا تنفيذ مشروعات مماثلة في الرياض والمنطقة الشرقية والمدينة المنورة وتبوك، تمهيدا لاستكمال تغطية جميع مناطق المملكة.
قلة التكلفة
أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد، أن المدينة تدرك الأعباء والمهام الكبيرة التي تضطلع بها المديرية العامة للدفاع المدني، مشيرا إلى وجود اتفاق للتعاون بين الجانبين في عدد من المجالات المهمة، التي تمتلك المدينة إمكانات تقنية كبيرة فيها، ومنها التعرف على المواد مجهولة المصدر، من خلال الفحص الفني لتلك المواد بنفس الموقع، أو إرسالها إلى مواقع ليتم تحليلها فيها، إضافة إلى استخدام الروبوتات في الحالات الطارئة في الوقت الراهن. كما يشمل التعاون في مجال الإيصال الفضائي للاستدلال على المواقع، ومجالات أخرى يحتاج إليها الدفاع المدني.
وكشف الأمير تركي عن طرح مشروع تعاون جديد اليوم بين الدفاع المدني ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، على هامش الحفل، وهو مشروع نظم المعلومات الجغرافية، مشيرا إلى أهمية نظم المعلومات الجغرافية التي تربط المعلومة بالخريطة والموقع، ما يسهم في سرعة الاستجابة، وذلك مهم جدا لجميع الجهات الحكومية والخاصة بالمملكة، وليس الدفاع المدني وحده. كما أكد الأمير تركي أن تكلفة المشروع أقل بعشرة أضعاف، في حال تم إسناده إلى شركات أجنبية، دون إعطاء رقم محدد لتكلفة المشروع.
بدء تنفيذ المشروع
حول توقيت التحرك لتحديث شبكات صافرات الإنذار، أرجع الفريق العمرو ذلك إلى عمر صافرات الإنذار الحالية الموجودة منذ عام 1411، أي أن عمرها تقريبا 25 سنة، مؤكدا أن المملكة شهدت تطورا كبيرا، وتوسعت البلاد ثلاثة أضعاف، وكان من الأهمية بمكان أن تتوسع صافرات الإنذار للحاق بالتوسع والتنمية التي شهدتها المملكة.
وأضاف الفريق العمرو "جرت دراسة المشروع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وشملت الدراسة كافة مناطق المملكة، وجميع التجمعات السكانية"، مشيرا إلى تنفيذ جزء من المشروع في مدينة جدة والمنطقة الشرقية، فيما يجري الآن العمل على تنفيذ الجزء الثاني في مدينة الرياض والمدينة المنورة والمناطق الجنوبية ومنطقة تبوك، حيث يجري تنفيذ المشروع وفق مراحل، وسيتم تنفيذه وفق الآلية الموضوعة.
عقبات المشروع
كشف مدير المشروع، مدير قسم نظم المعلومات الجغرافية بمعهد بحوث الفضاء والطيران المهندس فهد الشهري في تصريح إلى "الوطن"، عن عدد من الصعوبات التي واجهتهم خلال تنفيذ المشروع، ومنها صعوبة التضاريس الجغرافية في بعض مناطق المملكة، إضافة إلى رفض بعض الأهالي تركيب صافرات الإنذار بالقرب من منازلهم، وتهجم البعض منهم على فريق العمل. ولفت المهندس الشهري إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع، الذي يستهدف تركيب 11131 صافرة إنذار مبكر في 3596 محافظة ومركزا بالمملكة. وقال إن منطقة عسير ستحظى بأكبر عدد من الصافرات بواقع 2395 صافرة إنذار مبكر، مشيرا إلى إلانتهاء من عمليات المسح، حيث تمت دراسة احتياجات المحافظات والمراكز في مناطق المملكة من صافرات الإنذار المبكر، إضافة إلى تحديد مواقع صافرات الإنذار، وتحديد مراكز التحكم بالصافرات واقتراح أنظمة الربط بينها، كما تم إنشاء قاعدة بيانات جغرافية لمواقع الصافرات ومراكز التحكم بشكل يسهل الرجوع إليها وتحديدها عند الحاجة.