بعد ترقب لعقد مفاوضات السلام بين المعارضة السورية ونظام الأسد في جنيف التي كانت مقررة أمس، أعلن موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن الجولة الجديدة من المحادثات الهادفة لحل النزاع السوري ستبدأ الجمعة المقبل. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي أمس، إن الدعوات ستوجه اليوم للمشاركين في المفاوضات، مبينا أن التأخير جاء بسبب عرقلة ناجمة عن تشكيلة الوفود.

وفي إشارة إلى مفاوضات في جنيف التي عقدت على مرحلتين في يناير 2014 بين الطرفين دون أن تؤدي إلى نتيجة، قال دي ميستورا إن هذه المحادثات ليست "جنيف3"، معبرا عن أمله في أن تحقق نجاحا، موضحا أنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي، وأن المشاركين في المحادثات سيبحثون كأولوية "وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية". 

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد صرح أمام الصحفيين المرافقين له خلال زيارة إلى فينتيان في لاوس أمس، بأنه سيكثف المشاورات مع نظرائه من فرنسا، وتركيا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، للتأكد من أن الطرفين على استعداد للمفاوضات.


روسيا تضع العراقيل

قال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري، وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض، فؤاد عليكو، في تصريحات صحفية أمس "إن الهيئة العليا للتفاوض ستعقد اجتماعا اليوم في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها".  وأضاف أن اللقاء الأخير الذي جمع كيري مع منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب،  وعددا من أعضاء الهيئة "لم يكن إيجابيا"، مبينا أن كيري مارس ضغوطا على وفد المعارضة من أجل حضور المفاوضات، وقال "نحن مصرون على أن تكون الهيئة العليا هي التي تشكل الوفد ولا نقبل إضافة أسماء جديدة".

من جانبه، كرر المتحدث باسم المعارضة، سالم المسلط، الدعوة لنظام الأسد بأن يتخذ خطوات لإثبات حسن النوايا، ومن بينها وقف القصف قبل إجراء أي محادثات، متهما روسيا والنظام بإلقاء العراقيل في طريق المحادثات التي كان من المقرر أن تبدأ أمس في جنيف.


الموت بردا وجوعا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بارتفاع عدد القتلى جراء هجوم نفذه انتحاري يقود شاحنة وقود على نقطة تفتيش لحركة أحرار الشام في مدينة حلب أمس، حيث وصل 23 على الأقل، مضيفا أنه يعتقد بأن بين القتلى أربعة من قيادات أحرار الشام وأربعة مدنيين.

من ناحية ثانية، أشارت مصادر لبنانية إلى تفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيمات التي تضم الآلاف من اللاجئين السوريين في مدينة عرسال، مشيرة إلى أن سرعة الرياح والثلج أديا إلى تساقط عدد من المخيمات على رؤوس أصحابها، ما أدى إلى إصابة بعضهم وتشريد آخرين في العراء. وقال عاملون في الهيئات الإغاثية في اتصال مع "الوطن" إنه رغم ظروف الطقس إلا أنهم استطاعوا تأمين بدائل عنها، لافتين إلى أنه تم ضم عدد من العائلات في المخيمات التي لم تسقطها الأمطار والرياح. وأوضح أحد اللاجئين السوريين، أنه أمضى وأسرته يومين في الطين، بعد أن اقتلعت الرياح خيمتهم، وقال إن اللاجئين السوريين يواجهون حاليا الموت بردا أو جوعا.