عند الحديث عن السفر والسياحة يعتمد كثير من السعوديين على وحدتين رئيسيتين لقياس اقتصاد أي دولة في العالم، وهما سعر "البيبسي" وسعر "التيس" بالريال السعودي.

نقدر نسمي هذه الوحدة "التيسبي"، وبيني وبينكم الفكرة منطقية، لأنها اختارت سلعة رائجة مثل البيبسي ومتوافرة في كل مكان، ليكون مقياسا لغلاء البلد من رخصه.

أما بالنسبة للتيس، فإن المتحدث غالبا ما يقول لك "تدري بكم سعر التيس؟" وذلك من باب الإغراء والتشجيع للسفر إلى تلك الدولة، وهذا يعطينا انطباعا آخر عن المجتمع الذي يغريه رخص التيس، فكنا في يوم من الأيام نشتري الخروف وليس التيس بـ800 ريال، وكنا معتادين كل شهر أو شهرين شراء خروف للثلاجة، هذا عدا المناسبات والعزائم.

وحتى المواد الغذائية كنا نشتريها بالكراتين من محلات الجملة؛ قشطة وجبن وعسل وتونة وزيتون ومربى ومكرونة وزيت الطبخ.. وأما السكر والرز والدقيق فكنا نشتريها بـ"الخياش" الكبيرة 45 كيلو.

كنا سابقا "أيام العز" نستغرب من أشقائنا العرب والمقيمين في السعودية، لأنهم يشترون اللحمة والخضار والفواكه بالكيلو، وسبحان الله "الدنيا دوارة" أصبح الآن كثير من المواطنين يشترون اللحمة والخضار والفواكه بالكيلو، وهذا مؤشر بأن المجتمع استطاع أن يغير نمط وأسلوب استهلاكه حسب قدراته المالية، بل صار يخلق مبررات منطقية لهذا التغيير، فتجد الذي كان يشتري من سوق الخضار كرتون موز بدأ يتساءل: لماذا أشتري كرتونا وبعد أسبوعين يكون نصفه قد فسد! فيشتري بالكيلو حتى لو كان أغلى قليلا، ولكنه يستفيد منه كله.

عموما، لا تستغرب عندما تتحدث عن أي بلد أن يأتيك هذا السؤال: كم سعر التيس؟ أو كم سعر البيبسي؟

كثيرون سافروا إلى إندونيسيا بسبب رخص التيوس. الله يستر لا "يجينا" يوم نسافر بحثا عن رخص الدجاج.