يعيش المتحدثون الرسميون حالة من الشتات متوزعة ما بين مراقبة شاشة الهاتف النقال (الموبايل)، وبين الردّ على الأرقام الغريبة، بسبب ما يردهم من اتصالات مستمرة من الإعلاميين في الأوقات خارج الدوام الرسمي. ونظراً لانتشار أرقام هواتفهم لدى أفراد عائلاتهم ومعارفهم والعاملين في الأوساط الإعلامية اضطروا إلى صرف النظر عن استخراج رقم آخر يخصصونه للعمل فقط، معتمدين على أرقامهم الشخصية.


ضغط نفسي

وصف المتحدث الرسمي بوزارة الشؤون الاجتماعية (سابقاً) ومدير عام العلاقات العامة بالوزارة (حالياً) خالد الثبيتي في اتصالٍ هاتفي مع "الوطن" طبيعة عملهم بـ"الضغط النفسي"، معيداً سبب ذلك إلى عدم إمكان الاستمتاع بوقته الخاص مع أفراد أسرته لما يرده من اتصالات تتجاوز وقت عمله الرسمي الذي ينتهي في الساعة الثانية والنصف ظهراً.

وأكد الثبيتي أن الأمر تطور إلى استقباله مكالمات في أوقات تصل إلى الواحدة فجراً، رغم عدم أهميّة الموضوع، أو ضرورته. وقال: "اتصل بي أحد الأشخاص في الساعة الواحدة والنصف فجراً، وحينها تساءلت ما إذا كان المتصل يعرف الوقت، وهل هو داخل المملكة أم خارجها". وأردف: "الأمر مزعج جداً، وأثر بداخلي نفسياً، ولا زلت أتذكره".


التهرب من الرد

في السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي لمؤسسة تحلية المياه المالحة (سابقاً) ومستشار مكتب محافظ تحلية المياه (حالياً) عبدالعزيز المزروع في اتصالٍ هاتفي مع "الوطن" أن طبيعة العمل تجبرهم على البقاء في وضع الاستعداد لأي اتصال يحمل استفساراً على مدار 24 ساعة متواصلة. وذكر أن ذلك أبعده عن أسرته، على رغم عدم استخدامه هاتفاً آخراً غير الشخصي. وكشف المزروع أن هناك متحدثين يتهربون من الرد على الصحافيين، أيضاً يلجؤون إلى تحويلهم لأشخاص آخرين، معيداً سبب ذلك إلى أمرين وهما: الأول الخوف من المسؤولية. والآخر هو عدم تحمل أعباء اتخاذ القرار. ولفت إلى أن المتحدثين الرسميين هم اليد المعينة للصحفيين، مبدداً ما يتداول بأن الصحفي يبحث عن المعلومة للإساءة إلى المتحدث الرسمي حال نشرها. وأوضح أن هناك فجوة ما بين المتحدثين والصحفيين، يجب إغلاقها بالتواصل الدائم المتبادل، كذلك تمرير المعلومة بطريقة صحيحة.





وقت العائلة

وذكر المزروع أن الرد على الاستفسارات يأخذ من وقت المتحدثين الرسميين، ويشغلهم عن الجلوس مع عائلاتهم، خاصة أن العديد منهم يستخدمون هاتفهم النقال (الموبايل) الشخصي. وأشار إلى أنه ترده أرقام مجهولة، الأمر الذي يجبره على الرد عليها، خوفاً من أن يكون الاتصال وارد من أحد الأقارب.

 وأكد أنه لا يمكنه تغيير رقمه، كونه انتشر لدى أفراد العائلة، والزملاء الإعلاميين.

وأوضح أنه حال امتلاكه رقمين سيكون جهده مضاعفاً وسيصبح مشتتاً ذهنياً، مشيراً إلى أنه بعد ابتعاده عن الرد الرسمي يشعر بالارتياح، كذلك أصبح لديه مجال لممارسة حياته الطبيعية دون ارتباط.