يبدو أن دونالد ترامب يشعر بضعف حظوظ فوزه في سباق الرئاسة الأميركية، فأخذ بقاعدة "إذا كنت رايح كثّر الفضايح"، واقترح هذا المهرج منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية، مع أنه ليس في حاجة لمزيد من الفضائح! فـ"ترامب" معلم في قلة الأدب، ولم يسلم من طول لسانه أحد، على سبيل المثال لا الحصر وصفه مؤخرا مذيعة "فوكس نيوز" بألفاظ صادمة خلال المناظرة التلفزيونية.

كما أنه "راعي طلايب" إذ يتناقل عن رفعه دعوى قضائية ضد صحفي وصفه بـ"المليونير" بدلا من "ملياردير"، وهو ما يقطع الشك بيقين أنه "أهبل رسمي"!

يدرك ترامب أن اقتراحه الغبي لن يزيد من شعبيته، ولن يجلب له مزيدا من الأصوات عدا تلك المتطرفة التي فرحت بإعلانه صراحة بغض المسلمين.

بل إن ما قاله سيبعده أكثر عن حلم الرئاسة، خصوصا بعد الاستياء الرسمي والشعبي اللذين أعقبا بيان حملته الانتخابية، ودعا فيه إلى حظر دخول المسلمين الولايات المتحدة بشكل كامل، حتى يتمكن ممثلو البلاد من إدراك ما يجري.

وليس وحده المتحدث باسم البيت الأبيض الذي وصف ترامب بأنه "ما هو كفو للرئاسة" و"ما عليه شرهة"، وأن خطاب حملته الانتخابية مكانه مزبلة التاريخ، بل تجاوز الاستنكار حدود أميركا إلى أوروبا وبقية العالم، إجماعا على أن ما تفوه به ترامب يتعارض مع القيم والمبادئ التي تنص على المساواة وحرية المعتقد.

توقفت كثيرا عند تغريدة رئيس بلدية "سانت بيترسبرج" بولاية فلوريدا، اليهودي الديانة، التي أعلن فيها منع ذلك المرشح الخبل من دخول المدينة ردا على تصريحاته الأخيرة، على اعتبار أنه يشكل تهديدا خطيرا، وبذلك يكون انقلب السحر على الساحر، إذ بإمكان أي مسلم زيارة هذه المدينة بينما هي محرمة على صاحب مقترح منع المسلمين من دخول أميركا!

ومع تجاهل آخر استطلاعات الرأي التي تتحدث عن تقدمه على منافسيه، يؤمن ترامب بأنه في النهاية كسياسي لن يتفوق عليهم ويظفر ببطاقة الحزب الجمهوري، كونهم تشربوا السياسة ويعرفون دهاليزها، وعلى رأسهم منافسه في الحزب جيب بوش، بعكسه وهو القادم من بوابة المال الذي ورثه عن والده.

لذا، فدونالد ترامب لا يصلح إلا نجم إعلانات تلفزيونية، وتحديدا لدعايات شامبو الشعر، خاصة وأنه يمتلك شعرا طالما كان يفاخر بكثافته في لقاءاته التلفزيونية!

قاد أميركا رؤساء أقل جنونا وغطرسة من ترامب، ومع هذا جروا بلادهم إلى حروب وكوارث لم تخرج من مستنقع بعضها حتى الآن، لكم أن تتخيلوا كيف سيكون عليه الحال لو دخل البيت الأبيض شخص معتوه مثله، حتما سيحرص على أن يشاركه العالم الجنون.