عندما أتأمل في حال "بعض" الوعاظ ورجال الدين، أجد نفسي مذهولا أمام القدرات الخارقة لكثير منهم.

"سجل عندك": بعض هؤلاء الوعاظ ينافسون الأطباء والدكاترة في الطب والعلاج، وينافسون علماء الفلك ويشككون في أقوالهم، وينافسون علماء الفيزياء ويدحضون نظرياتهم، وينافسون علماء الكيمياء، وينافسون علماء الاقتصاد، بل إنهم ينافسون أخصائيي التغذية والطب البديل بخلطاتهم الطبية، ثم تجاوزوا كل ذلك وأصبحوا ينافسون مشاهير التلفزيون والإعلام في الفضائيات، رغم أنهم كانوا يحرمونها! حتى المساهمات العقارية كان لهم فيها نصيب مبارك من السوق. فضلا عن قطاع البنوك واللجان الشرعية، وسبحان الله "كلهم ربي موفقهم"!

وأنا لا أعترض، فالأرزاق بيد الله، ولكن الغريب أنك عندما تتحدث كمسلم عن مسألة فقهية أو رأي ديني هجموا عليك وقالوا: "من أنت يا رويبضة حتى تتكلم فيما لا يعنيك"! ثم يحكون لك قصص ثني الركب وحفظ أمهات الكتب، كي لا تتدخل فيما لا يعنيك، والذي هو أهم جزء في شخصيتك وهويتك وهو "دينك"! والسؤال الذي يطرح نفسه: أنا كمسلم: هل رأيي في ديني يعدّ أمرا لا يخصني ولا يعنيني؟ طيب "مو مشكلة" بس فضيلتك عندما تتحدث عن الطب أو الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء أو الطب البديل.. لا تحاول تقنعني أنك ثنيت الركب وحفظت أمهات الكتب في كل هذه العلوم؟ السر خلف كل هذا هو التفسير والتأويل، فهم يفسرون ويؤولون كل آية وكل حديث في أي مجال لتكون لهم منفذا شرعيا مقبولا عند الناس ليخوضوا فيه.