أكد وزير الدفاع الأميركي السابق، روبرت جيتس، أن الفكرة القائلة بأن سلوك إيران العدواني في الشرق الأوسط سيتغير، نتيجة للاتفاق النووي، هي فكرة خاطئة جملة وتفصيلا، وهو ما يتوافق مع توقعات المحلل السياسي أرمين روزين في التقرير الذي نشر في مجلة "بيزنس انسايدر" الأربعاء الماضي.
وأضاف "وجهة نظري هي أن الاعتقاد بأن إيران - بمرور الوقت - سوف تتطور إلى دولة عادية، وتتخلى عن الأسس الثورية، فضلا عن طموحاتها التوسعية في المنطقة، أو حتى تطلعاتها لامتلاك الأسلحة النووية، هو اعتقاد غير واقعي بالمرة".
ورغم تأييد جيتس لضرورة توقيع الاتفاق، بدعوى أن "مخاطر عدم إتمام الاتفاق تفوق تداعيات تنفيذه"، إلا أنه أصر على وصف الاتفاق بأنه "يظل معيبا"، ودعا الولايات المتحدة إلى التفكير جيدا في التعامل مع إيران، رغم الموافقة علي الصفقة.
وأشار جيتس إلى أنه رغم أن البيت الأبيض أصر أثناء المفاوضات على أن تشمل الصفقة مراقبة بنود تنفيذها "في أي مكان"، وأن تتم عمليات التفتيش في "أي وقت"، لكنه فشل في نهاية المطاف في الحصول على ضمانات تفي بهذه الوعود، مما أثار المخاوف حول " القدرة على التحقق". وأضاف أن إدارة أوباما كانت حريصة جدا على عقد الصفقة، مما أعاق قدرتها على تأمين اتفاق أفضل.
سلوك عدواني
لفت جيتس إلى أن تاريخ إيران أبعد ما يكون عن أنها دولة معتدلة تفي بعهودها، ففي أعقاب الاجتماع الرسمي الأول بين الولايات المتحدة والدبلوماسيين الإيرانيين بعد ثورة الخميني، عام 1979، ولم تمر ثلاثة أيام فقط حتى استولت السلطات الإيرانية على السفارة الأميركية، وهذا السلوك العدواني المتطرف لم يتغير منذ ثلاثة عقود. وتحدث جيتس في ضوء ما عاصره كوزير للدفاع أثناء الحرب في العراق، حيث جابه في كثير من الأحيان الميليشيات الشيعية المحلية المدعومة من إيران، التي استهدفت بشكل مباشر القوات الأميركية، فضلا عن المناورات الإيرانية في بغداد، التي أدت إلى تفاقم الانقسام الطائفي العنيف في العراق.
وألقى جيتس باللوم على السياسات الطائفية لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي المدعوم من طهران، والتي كانت سببا في ظهور تنظيم داعش.
انعدام الثقة بطهران
في مقابل التهديد المتزايد الذي تشكله إيران في المنطقة في أعقاب الاتفاق النووي، اقترح جيتس صياغة استراتيجية أميركية "عدوانية جدا"، تشمل العمل المشترك مع حلفاء الولايات المتحدة العرب، لمواجهة التدخل الإيراني، ومحاربة الإرهاب، مشددا على أن هذه الاستراتيجية الأميركية لن تكون متناقضة مع بنود الاتفاق النووي.
وفي مقابلة له على موقع "ياهو"، الأسبوع الماضي، سئل جيتس حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تثق في إيران، خاصة لجهة التزامها بتنفيذ بنود الاتفاق النووي، فأجاب على الفور "لا، فخلال الأيام العشرة الماضية، اعتقلت إيران 10 من البحارة الأميركيين تحت تهديد السلاح، وهو سلوك يشير إلى تنامي قوة المتشددين في النظام الإيراني في أعقاب الاتفاق النووي".
اللافت أيضا، أن جيتس استبعد أيضا في النهاية نجاح المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.
رؤية جيتس
- الاتفاق النووي مليء بالعيوب
- فشل في الحصول على ضمانات
- مواجهة إيران باستراتيجية عدوانية
- العمل المشترك مع الحلفاء العرب
- منع طهران من دعم الإرهاب