فيما شيعت، أول من أمس، جثامين أربعة من عناصر ميليشيات الحوثيين المتمردة، أثناء محاولات إنقاذهم في طهران، عقب إصابتهم خلال المعارك التي تدور بين ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، أعلنت السلطات الإيرانية عن تخصيص مقبرة خاصة لقتلى التمرد الحوثي، في محافظة "مازندران".

وأشارت مصادر إعلامية يمنية إلى أن قيادات جماعات طائفية موالية للنظام الإيراني، في اليمن وسورية والعراق، شهدوا مراسم الدفن، التي تحولت إلى ما يشبه المناسبات الرسمية. وقال القيادي في مليشيات "حزب الله" في العراق، هاشم الحيدري إن جثامين الحوثيين، سوف تكون في مقبرة خاصة، بجوار قبر "ناصر الحق"، الذي يزعم الإيرانيون أنه أحد علماء الدين، ووصل إيران قادما من اليمن. وأكدت المصادر أن الأربعة الذين تم تشييع جثامينهم، هم أکرم الغفاري، ومحمد حسن الفخري، وعاطف علي حزام البشاول، وعلي محمد المروني. وكان قد تم نقلهم إلى مستشفى "تقي الله" التابع للحرس الثوري في طهران، عقب إصابتهم في مواجهات دارت في قاعدة العند العسكرية، بمحافظة لحج.

الاحتفاء بالجثث

كشف المركز الإعلامي للمقاومة أن احتفاء طهران بجرحى الانقلاب وقتلاه يثبت تورطها في الحرب الدائرة في اليمن، وأنها تقف خلف جماعة الحوثيين المتمردة، وقال نقلا عن القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة عدن، أشرف صالح، قوله "وقوف النظام الإيراني خلف قوى التمرد في اليمن، لا يحتاج إلى دليل لإثباته، وحتى رموز النظام أنفسهم، ومسؤولوه الحكوميون باتوا يجاهرون بذلك الدعم، ولا يبذلون جهدا لإنكاره، لكن إقدامها أخيرا على استقبال جثث الانقلابيين، والاحتفاء بها، ودفنها بحضور شخصيات رسمية، هو تطور جديد في مسلسل التدخل الإيراني في اليمن، ويمثل اعترافا رسميا".

مسلسل الخداع

وأضاف "طهران خدعت الحوثيين وامتنعت عن دعمهم بالمال والسلاح كما أوهمتهم من قبل، واكتفت ببعض أشكال الدعم الرمزي، مثل علاج الجرحى. حتى المواد الغذائية التي دعمتهم بها في وقت سابق كانت فاسدة، وحافلة بالديدان والحشرات، وكأنها تريد أن تقول لهم إن هذا هو قدرهم عندها، ورغم ذلك يتوهم الحوثيون وقوفها إلى جانبهم، وذلك بسبب ضعف الخبرة السياسية لهم، وانسداد الأفق. وستظل إيران تتفرج عليهم حتى تتمكن قوات التحالف من إبادتهم، ولن تجرؤ على التدخل الفعلي لحمايتهم، لأنهم في الحقيقة لا يمثلون بالنسبة لها سوى أداة لتحقيق أهدافها ومخططاتها".