عبر عدد من المشاركين في منتدى ينبع للاستثمار السياحي الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالتعاون مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات بدبي وتنطلق أعماله الإثنين المقبل عن، تفاؤلهم بمستقبل الاستثمار بالمحافظة في كل المجالات، مشيرين إلى المقومات الضخمة المتوفرة في ينبع واستعدادها الكامل لاستقبال الاستثمارات في القطاعات المختلفة وفي مقدمتها المجال السياحي، وأكد المشاركون أن المنتدى يعد فرصة مواتية لعرض الفرص الاستثمارية بالمحافظة ونقلها من مرحلة الحلم إلى واقع التنفيذ.


4 مليارات ريال

 العضو المنتدب لمجموعة الوسائل الصناعية صالح العبدالله المشيقح، أشار إلى أن ينبع يمكن أن تشكل قاعدة سياحية ووجهة استثمارية إستراتيجية بالمملكة خاصة في مجالات الزراعة والتقنية الطبية والصناعات الحرفية والاستثمارات الخدمية والسياحية المتطورة، وقدر المشيقح حجم الاستثمارات اللازمة بالمحافظة بقرابة الـ4 مليارات ريال.

وقال: إن الوقت قد حان لفتح أبواب الاستثمار على مصاريعه في ينبع حتى يتم استغلال كافة المقومات الطبيعية والإمكانات المتوفرة بها لصالح دعم الحركة الاقتصادية والتجارية بالمحافظة. وتوقع المشيقح أن يكون منتدى الاستثمار الحالي نقطة انطلاق حقيقية في هذا الخصوص.


ثروة حيوانية

من جانبه اعتبر رجل الأعمال محمد إسحاق (أحد المشاركين بالمنتدى) أن الوقت أصبح مناسبًا الآن لوجود استثمارات ضخمة في ينبع تتناسب مع الجهود المبذولة من الدولة لترقية القطاعات الاقتصادية والتنموية، وكشف عن وجود تصور لإنشاء مشروع استثماري ضخم في مجال الثروة الحيوانية بينبع تصل قيمته إلى 800 مليون ريال، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة، مشيرًا إلى أن قطاع الثروة الحيوانية في ينبع يمكن أن يستوعب استثمارات مالية لا تقل عن ملياري ريال، في الخصوص ذاته ألمح إسحاق إلى إمكانية استهداف قطاع الثروة السمكية، أيضًا، عن طريق تمويل مشاريع لإنشاء مطاعم عالمية تتناسب مع موقع ينبع المميز على البحر الأحمر.

 وقال: إن الغرفة التجارية الصناعية بإقامتها لهذا المنتدى وفرت فرصًا كبيرة للاستثمار الآمن بالمحافظة والتي من شأنها أن تدفع بحركة السياحة وترتقي بالخدمات وتنوع من مصادر الدخل للمستثمرين والمواطنين على حد سواء، وأكد على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه السياحة والاستثمارات السياحية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي واحتواء ظاهرة البطالة وتوفير الخدمات كما هو الحال في كثير من الدول الأخرى التي أصبحت السياحة تشكل فيها رقما مقدرا من مداخيلها الكلية.





هدف استراتيجي

 رئيس الغرفة التجارية في ينبع علي آل مسعد أكد على أن المنتدى خطوة طموحة نحو تحقيق طفرة حقيقية في مجال الاستثمار السياحي بالمحافظة، وقال: إن مشاركة 130 شركة مختصة بالاستثمار ووجود هذا العدد الكبير من المستثمرين ورجال الأعمال والعلماء والخبراء هو دليل كاف على أن الغرفة تسعى بكل جهدها لرفع قدرات وترقية مقدرات الأداء السياحي والاستثماري بمحافظة ينبع، وإحداث تغيير منهجي في طريقة التعاطي مع الواقع وتحديد الصعوبات التي تواجه القطاعات الاستثمارية لوضع الخطط والموجهات اللازمة التي تدفع بحركة الاستثمار نحو آفاق متطورة وتضع ينبع على رأس الوجهات الاقتصادية بالمملكة.

 وقال: إن الغرفة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة والمهتمين بالسياحة والصناعة تسعى جادة إلى تكوين منظومة عمل فعالة لخدمة الأهداف الاستراتيجية بالمحافظة وفي مقدمتها مجال الاستثمار، مشيرًا إلى أن المنتدى هو بداية حقيقية في هذا الاتجاه. 

وأضاف أن مدن الهيئة الملكية استقطبت استثمارات صناعية يفوق حجمها ألف مليون ريال، وهذه المدن تشكل 12 % من إجمالي الناتج المحلي للمملكة، وأن حجم التدفقات الاستثمارية الرأسمالية الملتزم بها في مدينة ينبع الصناعية لوحدها بلغ 266 مليار ريال بنهاية عام 2015 منها 34 مليارا استثمارات الدولة و232 مليار ريال استثمارات القطاع الخاص، ومدينة ينبع الصناعية تعتبر من أفضل الخيارات للمستثمرين الصناعيين والتجاريين، والهيئة الملكية تعمل على تسويق العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة للقطاع الخاص ليتسنى له المشاركة في التنمية السريعة والمخطط لها بمدينة ينبع الصناعية، وأوضح أن الدراسات الخاصة بالمؤشرات الاقتصادية تؤكد ارتفاع العوائد للاستثمارات الصناعية والتجارية والسكنية في المدينة.


مستقبل ينبع

ضمن فعاليات المنتدى سيتم عرض فيلم تسجيلي بعنوان (مستقبل ينبع)، وفيلم عن الواجهة البحرية، وعن الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة في المدينة والمتمثلة بالمجمعات الصناعية المرتبطة بالصناعات الهيدروكربونية ومشاريع قطع غيار السيارات والطاقة المتجددة والمطاط وصناعة تحلية المياه وإنشاء مركز للخدمات اللوجستية المتعددة إضافة للعديد من الفرص الاستثمارية السكنية والتجارية كإنشاء المجمعات السكنية والمرافق التجارية والصحية وكذلك الفنادق والمنشآت السياحية والترفيهية ضمن مشروع الواجهة البحرية.


 السياحة والتمور

قال رجل الإعمال عبد العزيز العبدالله إن الغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة قد حالفها التوفيق في الدعوة لهذه التظاهرة الاقتصادية الاستثمارية الكبرى. وقال: إن المنتدى سيشكل قاعدة صلبة لتجاوز كل المشاكل وتخطي الصعاب التي تعترض حركة الاستثمار في محافظة ينبع، ودعا إلى أهمية التوازن ما بين إقامة الاستثمارات المختلفة وأسعار الخدمات السياحية المختلفة، وأشار إلى ضرورة توفير البنيات الأساسية الملائمة لتشجيع حركة الاستثمار السياحي وتوسيع مواعينه.

وكشف عن عزمه للاستثمار في مجال مصانع التغليف وتصنيع التمور لتوفر المواد الخام اللازمة لهذه المنتجات بمحافظة ينبع – حسب قوله –، وقدر عدد المنشآت الصناعية المطلوبة في هذا القطاع بأكثر من 120 مصنعًا بقيمة خمسة ملايين ريال لكل مصنع، منوها إلى الحراك السكاني والسياحي المتزايد بالمحافظة والبيئة المناخية والاجتماعية الملائمة  لاستيعاب هذه الاستثمارات.


 مليار ريال سنويًا

في المقابل توقع مدير وكالة (فرسان) رجل الأعمال ياسين أحمد، أن يضع المنتدى التوجه الاستثماري والسياحي على مساره الصحيح. وقال إنه لم يتردد لحظة في قبول دعوة المشاركة بأعمال المنتدى لعلمه بأهمية مثل هذه الملتقيات التي تتيح الفرص الآمنة للاستثمار. وأشار إلى ضرورة الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة في التسويق السياحي للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها ينبع خاصة الطبيعية منها حتى تساهم السياحة بالصورة الإيجابية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمحافظة.

وقال: إن قطاع الوكالات السياحية في ينبع ما زال يحتاج الكثير خاصة في مجال الفنادق والمتنزهات مقدرًا حجم الاستثمار المطلوب في هذا القطاع بأكثر من مليار ريال سنويًا حتى يتسنى له القيام بدوره الكامل في جذب السياح والزوار من الداخل والخارج إلى محافظة ينبع، متوقعًا أن تصل عائدات وكالات السفر إلى 10 مليارات سنويًا إذا تناغمت الخطط مع الدراسات والمشروعات المنفذة، وقال إنه ينوي الاستثمار في هذا المجال بما يتناسب وحجم الخدمات المتوفرة فيه مشيدًا في الأثناء بالجهد الكبير الذي تضطلع به الغرفة التجارية الصناعية في المحافظة لتغيير نهج الاستثمار والسياحة عبر خطط مدروسة، وتعاملها مع مراكز تدريب معروفة بمهنيتها وقدراتها العلمية مثل مركز الجودة الشاملة للتدريب والاستشارات بدبي، وسعيها الدائم نحو الوصول إلى كل رجال الأعمال الفاعلين في جميع مناطق المملكة.