منذ سقوط تنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر، منذ نحو سنتين، وأخونا الأستاذ "جمال خاشقجي" يتقصى سلبيات ثورة يوليو 2013 –ولها سلبيات– ليشنِّع على سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظامه الجديد، في تزامن واضح مع حناجر "الإخوان المسلمين" الإعلامية من قطر إلى العالم كله وهذا من حقهم جميعاً، وقد شجع وضاعف من قدرات الأخ الزميل جمال، تلك الصفة النادرة التي أسبغها عليه إخواننا في الإعلام المصري –غير الرسمي– بأنه "مقرب من دوائر صنع القرار السعودية"، وبهذه الصفة أصبح ما يتفضل به أخونا جمال بصفته واحدا ممن وصفهم الزميل الساخر عبدالعزيز السويد بـ"المحلحلين الانتهازيين"، وهو في حال انتشاء، بهذا الشرف الرفيع الذي لم يحظ به صحفي سعودي قبله ممن قضوا في بلاط المهنة نصف قرن وما زالوا أحياء يكتبون، وهو لا ينفرد بهذه الصفة في زمن "كيل الصفات بدون حساب" بل يشاركه في هذه القربى النادرة من "صانع القرار السعودي" اثنان آخران، أحدهما يوصف بأنه "خبير استراتيجي" يسعى للتطبيع مع إسرائيل "بحلحلة استراسطحية فجة" والكثير لم ينسوا وصفه الشهير للنظام السعودي بأنه "لا يقل أو أنه أفضل من زمن الخلفاء الراشدين!!"، وآخر يوصف بأنه "ناشط ومحلل سياسي" لم تسلم دولة في العالم، وخاصة الكبرى من تهديده "وحلحلته الهفافية" لها بمن يسميهم "المجاهدين السعوديين البواسل"، ويكاد يكون له في كل أستديو "مشلح ودلة ومعاميل".
ويتميز الثلاثة بإجادتهم "الإنجليزية"، وهذا حقق لهم ظهوراً، على شاشات العالم كله، وعلى كثرة مشاغل الثلاثة وحضورهم على الشاشات والصحف الذي لم ينافسهم فيه محاول لـ"كسب صفة القربى" إلاّ الزميل "خالد باطرفي"، فإنني لا أدري كيف يستطيع "صناع القرار السعودي" أن ينظموا أوقاتهم اليومية لكي ينتهزوا فرصة فراغ أي من "الثلاثة المقربين" للاستنارة بما يشيرون به عليهم، ويبدو –والله أعلم– أن "صناع القرار السعوديين" يبرمجون جداول عملهم اليومية بصورة أدق من تلك الطريقة التي اتبعها "جمال عبدالناصر" ليظفر بلحظات من وقت "صانع القرار المصري والعربي والقومي" في تلك الأيام أستاذ الأجيال منذ فرعون حتى يوم "الواقعة" الأستاذ "محمد حسنين هيكل" حفظه الله!!
ولا أستبعد أن يخرج علينا ذات يوم أحد أشد "الثلاثة قرباً" من "صانع القرار السعودي" بكتب نادرة، ومذكرات ورؤى تتجاوز قيمتها الثلاثين مليون "باوند" التي يُقال أن "هيكل" قبضها من قناة "قطر" في "الجزيرة" العربية التي رسم من خلالها خريطة العالم خلال القرنين القادمين.
ولأنني أحسد "الثلاثة المقربين"، وعاجز –حقيقة– عن أن أنال صفة "القرب" هذه، ولم يتكرم أحد بها على شخصي الضعيف الذي يصفه ربعنا "الداعشيون" المصفقون للثلاثة بأنه "رويبضة!!" فسأكتفي اليوم بتهنئة العزيز "جمال خاشقجي" على ذكائه الكبير، لأنه لا تغيب عنه "البوصلة السياسية" واتجاهاتها، ولا يدع فرصة يستشعر فيها أن "السعودية" تتخذ موقفاً ما في سياستها الخارجية –الوضع الداخلي لا يعني أي أحد من الثلاثة المقربين– إلاّ وانتهزه ليمجد "الإخوان المسلمين" باحثاً بذكاء أين تكمن "مصلحة السياسة السعودية" في أي من رؤاهم ليصنع منه "قنبلة إعلامية" تتردد على حناجر "القنوات العربية والعالمية" وآخرها سقوط الطائرة الروسية، على يدي تركيا، فما إن اعترفت تركيا بإسقاط الطائرة، حتى "انبرش" أخونا "جمال" في "حلحلات انتهازية" للحادث عبر مقالات وحوارات تمجد سياسة التقارب السعودية التركية في نظرتهما وموقفهما من "الأزمة السورية"، وإبراز الغطرسة البوتينية القيصرية الروسية لدرجة أنه توقع أن تتجرأ هذه "الغطرسة البوتينية" على ضرب مواقع عسكرية داخل السعودية بحجة أنها "معاقل رسمية" للإرهابيين تحت رعاية الدولة، و"من يدري!!" يا "ساتر استر"!!
وبناء على ذلك، فلنحذر ولنستعد، ولنعلم أن خيارنا هو الانضمام "عسكرياً" إلى جوار "تركيا"، حتى إذا ما اندلعت حرب بين "بوتين" وبين "إردوغان" نكون جاهزين في السعودية لأوامر "الخليفة القادم للإخوان المسلمين!!" الرئيس التركي "إردوغان" وهذا ملخص مقال الأخ "جمال" في الحياة السبت الماضي! والآن أقول لكم من المستفيد من "تحلحلات وتقوقعات" الأخ "جمال" التي لا يشير إليها صراحة، ولولا كتابه "ربيع الإخوان" الذي ترجم إلى "ألف لغة عالمية حتى الآن!!" لما عرفت -حتى أنا- عظمة فكر حسن البنا "رحم الله أموات المسلمين كلهم"، وهو فكر وضع "نظرية كبرى وسهلة!" لتكوين دولة "الخلافة" التي وجد "الإخوان المسلمون" فرصة تمكين نادرة أضاعها عليهم "الجيش المصري"، ولم يبق لهم إلاّ التشبث ودعم "الخلافة المنتظرة" على يد "حزب العدالة والتنمية التركي" الذي يقود ويكرس دولة علمانية بشعار "إردوغان مصحفي" فالمصحف –ما شاء الله– لا يفارق يده اليمنى حتى وهو يقول "علمانيتنا سر تفوق تركيا"!!
ولو قال "رويبضة"! مثلي، إن سر تفوق تركيا هي علمانيتها، لرأيت "الدواعش –الخارجين من عباءة تنظيم الإخوان أصلا- يقولون "يا علماني يا كلب يا تغريبي، يا... يا.. كافر!! والعياذ بالله".
وأخيراً أقول للأخ "جمال"، الذي لم أسمع ولم أقرأ له –على كثرة حضوره– نفياً لقربه من "صناع القرار السعودي"!! أن يمجد فكر "الإخوان المسلمين" كما يشاء بذكاء مكشوف، أو بصراحة مستترة، فذاك لا يهمني، الذي يهمني، أنني أتوسل إليه علناً أن يدلني كيف أنال صفة "قريب من صناع القرار"، وأعده أن أمجد "الإخوان" وأدعو للتطبيع مع "إسرائيل" وأهدد بالمجاهدين الانتحاريين السعوديين وأشتري "مشالح وبدل" تكفي لكل أستوديوهات العالم، فقط، تكفى دلني يا جمال، ولا أظن "صناع القرار" يرفضون "مقرباً رابعاً" وأقسم بالله العظيم –ومالك علي يمين– إنني أعرف الملك سلمان، وولي العهد، وولي ولي العهد، شخصياً، وقد قابلتهم مجتمعين –حفظهم الله– وفرادى عدة مرات، فدلني تكفى "يا جمال"!!