أقول وأنا بكامل قواي العقلية إن بعض الجهات الحكومية تستحق جائزة دولية في المواهب الكوميدية، ولعل المرشح الأبرز لهذه الجائزة وبلا منازع هو أمانة جدة. فهي تجيد تماما تجسيد كوميديا الموقف باستخدام الفئران، والدليل موجود عياناً بياناً في مواقع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تصور وتوثق وتغلق بعض المطاعم بحجة قلة النظافة وانتشار القوارض! تخيلوا؟ نعم هي تُشهر وبالصور المطاعم وتوثق تجاوزاتها بكل جسارة!
لكن مهلاً، ماذا عن انتشار القاذورات في الشوارع بسبب تقاعس الأمانة عن تنظيفها؟ وماذا عن رائحة الصرف الصحي وطفحه اليومي المعتاد وانتشار رائحة كريهة في بعض أرجاء المدينة، فحتى الكورنيش لم يسلم من هذه الرائحة؟ وماذا عن حجم الفئران (السوبر جامبو) المنتشرة بين صخور الكورنيش والذي يعادل حجم الفأر الواحد منها حجم خروف سواكني (متربي ع الغالي) لدرجة أن القطط في جدة هي من تتحاشى الفئران خوفاً من حجمها! وماذا عن الحُفر والمطبات؟ تعرجات الإسفلت؟ هل تعلم الأمانة أنها مسؤولة ومحاسبة عن ذلك.
التفسير الوحيد لظاهرة محاسبة فئران المطاعم وترك فئران الكورنيش تسرح وتمرح هو أن فئران الكورنيش لها حظوة وحصانة، بدليل أنها تمارس حياتها الطبيعية دون مكافحتها، بينما يتم التشهير بفأر المطاعم وتصوير آثاره وفضحه على الملأ!
كم أشعر بغصة حين أسترجع ذكرياتي وأنا طفل، حين كانت جدة من شدة جمالها تُنادى بالعروس، واليوم تعرجت وجناتها وتشقق جلدها، ومع ذلك، لا يزال الأمل بعودة شبابها الضائع.