تفاعل موقع (فوت فاجازين) مع ما فتحته إحدى القنوات البلجيكية الأسبوع الماضي من ملفات أرشيفية حركت الكثير في الرأي العام هناك، وبثها شريطا وثائقيا يتعلق بقضية فساد رياضي كان بطله المدرب إيريك جيريتس.

وسرد الموقع القصة التي اتهم بها جيريتس عام 1984 بعد أن فتح القاضي جاي يلمان تحقيقا بما كان يسمى آنذاك بـ(الأموال السوداء) لها علاقة بتورط ستانيار يولينج في دفع مبالغ مالية لفريق واتشي مقابل تهاون جيريتس في المباراة التي جمعتهما عام 1982 في الدوري البلجيكي.

وأكد الموقع في سرده للحادثة التي مر عليها 21 سنة, والتي أثارت ضجة كبيرة، أن أحد المحققين أكد للتلفزيون البلجيكي الذي بث الشريط أن المدرب جيريتس وراء التلاعب في نتيجة تلك المباراة, وأعلن بعدها ندمه لما صدر منه وكاد أن يقوده للانتحار بسبب الضغوطات التي واجهها من فريق المحققين آنذاك.

ما سبق يقودنا إلى عدم استغراب إبرام جيريتس عقدا مع الجامعة المغربية وهو على رأس الهرم التدريبي للهلال, مما تسبب في تشتيت أفكاره واختلاف أسلوبه التدريبي عما كان عليه في السنة الأولى التي قدم فيها للعمل في السعودية.

والأغلبية تدرك جيدا أن جيريتس الأخير ليس الأول, لكن كان الصمت الإعلامي من أجل الفريق الذي كانت تنتظره مهمة جسيمة في دوري أبطال آسيا، قبل أن يخرج منها صفر اليدين.

ولا يجب أن يكون للحزن والأسى على رحيله، مكان في البيت الهلالي حتى لو حاول ذلك العجوز استلطاف عواطفنا الجياشة ببكائه في آخر مشواره الكروي مع الفريق من خلال مباراة النصر في دوري زين, فذلك لن يحرك من السخط الهلالي عليه.

والعتب يقف عند الأشقاء المغاربة لكسرهم لأخلاقيات التعامل ومواثيق العقود التي يجب أن تحترم, ويراعى فيها شعور الآخرين, قبل أن تسترد حقوق الهلال والكرة السعودية بما تمليه عليهم شريعة التعاقدات.

ولو نعت جيريتس بكل أنواع وأصناف (المسبة) فهو يستحق ذلك كونه هو من وضع نفسه في هذا الموقف بعد ما شتت ذهنه بعد توقيعه للمغرب ووضع الإدارة الهلالية في موقف حرج وعصيب, لكن ما سيبقي الفريق شامخا أن صفحاته لن تتوقف عند معجزة فرد بعينه مهما كان وزنه وعلا شأنه.