أجبرت بلدية محافظة الرس محلات الخضار والفواكه في سوق الرس على الانتقال إلى السوق الجديدة جبريا في 27 أكتوبر 2015، رغم عدم تجهيزها واكتمالها. جاء ذلك بعدما وضعت البلدية صبات خرسانية لشل حركة البيع والشراء في السوق القديمة. وكانت البلدية حذرت أصحاب محلات السوق القديمة وطالبتهم بنقل محلاتهم إلى السوق الجديدة، لكنهم لم يعيروا اهتماما لتحذيراتها، لعدم وجود تراخيص لمحلاتهم الجديدة، ونقص خدمات الكهرباء والماء، إضافة إلى عدم وجود تصريف للمحلات، فيما قامت بلدية الرس بكتابة عقود المحلات لأكثر من 3 أشهر بتراخيص مؤقتة، على الرغم من عدم جاهزيتها، ودفع ملاك المحلات قيمة الإيجارات. "الوطن" اطلعت على نسخة من التراخيص المؤقتة التي أصدرتها البلدية لأصحاب المحلات في أكتوبر الماضي.
الدفاع المدني يرفض
رفض الدفاع المدني في الرس إصدار الرخص للمحلات في السوق الجديدة، لعدم وجود نظام الإطفاء، وعدم تزويده بصورة الصيانة للمجمع والسوق، موقعة بختم الدفاع المدني. وأكد أصحاب المحلات عدم وجود خدمات في السوق الجديدة، مشيرين إلى عدم اكتمالها، وعدم افتتاح مسجد السوق. مشيرين إلى أنهم يذهبون إلى محطة تبعد شارعين عن السوق، لاستخدام دورات المياه فيها، وجلب الماء منها لتنظيف محلاتهم. وقالوا إنه نظرا لعدم وجود شبكات تصريف مياه تسبب ذلك في إغلاق دورات المياه المخصصة للسوق، لحين الانتهاء من شبكات التصريف، التي يجري العمل عليها حاليا، بعد أكثر من شهرين من الانتقال إلى السوق.
تسريبات المياه
أشار الباعة إلى وجود تسريبات في المكان المخصص للمباسط، لعدم وجود زجاج أو عازل لفتحات السوق، مما يجعل المطر يدخل إلى مواقعهم، فيضطرون إلى الاستنفار لإزالة المياه والأتربة العالقة من خضرواتهم خشية المخالفة.
خدمات المياه
أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في مديرية المياه بالقصيم إبراهيم الركيان لـ"الوطن"، أن فرع مياه الرس لم يتلق أي طلب من البلدية، لإيصال خدمات المياه إلى السوق الجديدة، وذلك بعد أن أثير عدم تنسيق بلدية الرس مع الجهات ذات الاختصاص قبيل افتتاح السوق.
المساواة مفقودة
أشار أحد العاملين في السوق إلى أن عدم المساواة تسبب في خسارتهم، لوجودهم بمعزل عن بقية المحلات التجارية المكتملة، مؤكدا عدم افتتاح مختبر سلامة الأغذية. وتساءل عن فائدة نقلهم إلى السوق الجديدة رغم عدم جاهزيتها. وقال إنه لا توجد في السوق غير محلات الخضار والفواكه، أما بقية المحلات "تموينات غذائية، مواد بلاستيكية، تمور، دواجن، أسماك، تبريد، فلم يتم نقلها حتى الآن. وأكد بائعون أن تهديدات البلدية بالإنذارات والغرامات، لعدم انتقال بعض المحلات إلى السوق باتت تؤرق أصحابها، وذلك لوجودها في أملاك خاصة لم تستطع البلدية نقلها.
خزان مياه لكل محل
أوضحت إدارة العلاقات العامة والإعلام في بلدية الرس لـ"الوطن"، أنه بعد العودة إلى جهات الاختصاص، نفوا عدم جاهزية السوق، مطالبين بالوقوف عليها، والتأكد من جاهزيتها. وعن عدم وجود مياه، أوضحت البلدية أنه تم توفير خزان خاص لكل محل، يتولى صاحبه تأمين المياه الخاصة به، مؤكدة أنه كان هناك إشكال بسيط في التراخيص مع إدارة الدفاع المدني، وتم حله وإنهاء كافة متطلبات السلامة بجهود شخصية من رئيس البلدية، الذي وجه قسم الرخص بتقديم التسهيلات، في سبيل إصدار التراخيص وفق النظام واللوائح.
قرار البلدي
قال مدير بلدية الرس المهندس عيد العتيبي، إن السوق القديمة نُقلت بناء على قرار من المجلس البلدي السابق، لحاجة المحافظة إلى سوق راقية.
"الوطن" تواصلت مع رئيس المجلس البلدي الجديد في محافظة الرس ونائبه، إلا أنهما لم يبديا أي تجاوب حيال هذا الأمر، لمعرفة ما إذا كانوا أصحاب قرار نقل السوق القديمة إلى الموقع الجديد قبل اكتمالها، أم أنها مجرد توصيات فقط.