أحيانا أشعر أن المجتمع متناقض بين الإيمان بالعين وبين الإيمان بالقضاء والقدر. رغم أن الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره أحد أركان الإيمان، إلا أن تصرفات كثير من الناس تقدم العين والحسد على هذا الركن.

فكل مصيبة تقع على أحد يعتقد أنها عين أصابته أو أصابت أحد أفراد عائلته، وهو بهذا يلغي مفهوم الإيمان بالقضاء والقدر، وكذلك يلغي الواقع والحقائق العلمية.

مثلا شخص اشترى سيارة جديدة ثم وقع له حادث مروري بعد شهر تجده تلقائيا يقول: إنها "عين وما صلت على النبي"، رغم أن سيارته ليست من أفخم السيارات ولا أغلاها ثمنا!، متناسيا أن إحصاءات المرور تقول إن هناك تقريبا نصف مليون حادث مروري في كل سنة، أي بما يعادل 1440 حادثا في اليوم، وعدد 7000 وفاة سنويا.

فسواء كانت سيارتك "رولز رايز" أو "وانيت" فأنت معرض لوقوع حادث، خاصة في المدن الكبيرة والمزدحمة.

ولكن ما لم أستطع تفسيره أن تكون العين شماعة لكل مصائبنا، فتجد أما تطلقت ابنتها رغم أن نسب الطلاق مرتفعة عندنا، ولكنها متيقنة أن طلاقها بسبب "عين ما صلت على النبي"، بل حتى إن "الصبابات" في الزواجات أصحبن يتاجرن بموضوع العين، ويبعن "غسال فناجيل" الضيوف إلى أصحاب الزواج! لاعتقادهم أن الشرب من باقي فناجيل الحساد يقي من العين، ولك أن تتخيل عروسة في ليلة زواجها تشرب من بقايا كل من حضر الزواج.

لكن العجيب أن هذه العين تركت جمال "taylor swift"، وثراء "bill gates"، ووسامة "Jhonny Depp" وتفرغت "لربعنا"؟

عموما اشربي بكتيريا يا عروسة يمكن تحميك من العين.