أطلق رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، جائزة جديدة لخدمة التراث الوطني، تحت اسم "جائزة عبدالرحمن الأنصاري، لخدمة آثار المملكة"، تحت مظلة الهيئة وجامعة الملك سعود والجمعية السعودية للدراسات الأثرية.

جاء ذلك خلال زيارته أخيراً للأنصاري في منزله للاطمئنان على صحته، وبعد الانتهاء من وضع لوائح الجائزة ومعاييرها واللجنة العليا والأمانة العامة للجائزة.

وقال: "هذه الزيارة تأتي وفاء للمخلصين الأوفياء لوطنهم.. ومدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - علمتنا أن تقدير كبار السن وأهل الفضل والعلم واجب على كل مسؤول، مع أهمية العمل من الميدان وضرورة الإنصات للمواطنين والعمل على خدمتهم وإسعادهم".


تاريخ حافل بالعمل

أوضح الأمير سلطان بن سلمان، أن الدكتور الأنصاري قدم اكتشافات عظيمة ومفيدة في التراث والآثار، بيد أن أهم اكتشافاته هو جيل الآثاريين الذين تتلمذوا على يديه، وسيكملون مسيرته، مشيرا إلى أن الأنصاري قامة علمية، وقدرة وطنية، ورجل مبادرات، وأسهم بعلمه وجهده ومثابرته في إبراز تراث الوطن في المحافل الدولية، كما أسهم بوعيه المتقدم في التوعية بأهمية الآثار والتراث الوطني والمحافظة عليها ليعيش تفاصيلها جيل اليوم والأجيال المقبلة.

 ويعد الأنصاري مؤسس علم الآثار في المملكة، وهو أول من نفذ أعمال مسح أثري في مختلف مناطق المملكة، وأول من قام بالتنقيب الأثري المنظم في موقع الفاو الأثري شارك فيه أجيال من أبناء الوطن، ويعد من كبار المتخصصين الدوليين في دراسة آثار الجزيرة العربية والكتابات العربية القديمة.

كما أنه أول من أسس شعبة لدراسة الآثار في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، لتصبح لاحقا قسما للآثار ثم كلية، وهو من أوائل أعضاء هيئة التدريس السعوديين حملة الدكتوراه في جامعة الملك سعود، وأول عميد سعودي لكلية الآداب في جامعة الملك سعود، وله العديد من الكتب والأبحاث المنشورة والإسهامات العلمية في المؤتمرات والندوات المتخصصة التي أقيمت داخل المملكة وخارجها، وأسهمت دراسات وأبحاث الأنصاري في التعريف بتراث المملكة وعمقها الحضاري.


اللجنة العليا للجائزة

تأتي الجائزة التي اقترحها الأمير سلطان بن سلمان، تقديرا وعرفانا للدور الكبير والرائد الذي بذله الأنصاري، طوال تاريخه العلمي والمهني، في استكشاف الكثير من المواقع الأثرية في المملكة وإبرازها للعالم كعمق حضاري ومكون أصيل في الثقافة الإنسانية.

وتشمل الباحثين والعاملين في خدمة آثار المملكة، وتمنح لشخصيات لهم أثر على الساحة الأثرية والعمل الأثري الذي يخدم آثار المملكة وهي جائزة تشجيعية للباحثين الشباب يراعى فيها الإنجاز البحثي.

وقد تم تشكيل اللجنة العليا للجائزة بقرار من رئيس الهيئة وعضوية كل من مدير جامعة الملك سعود، والدكتور خليل آل إبراهيم، والدكتور سعد الراشد، والدكتور أحمد الزيلعي، والدكتور علي الغبان، والدكتور سعيد السعيد، وعميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، رئيس الجمعية السعودية للدراسات الأثرية.

وتتولى اللجنة العليا للجائزة إدارة شؤونها واعتماد قائمة الفائزين المرفوعة من الأمانة العامة للجائزة، ولها أمين عام يعينه رئيس اللجنة العليا للجائزة، ويرتبط به مباشرة، إضافة إلى اللجنة التنفيذية للجائزة.

وتقدم الجائزة بفروعها الأربعة مرة كل سنتين وتتزامن مع ملتقى الآثار السعودية الذي تنظمه الهيئة كل سنتين ويشارك فيه الباحثون في آثار المملكة من داخل المملكة وخارجها. ويمنح كل فائز بأحد فروعها: المكافأة المالية المحددة لكل فرع، ووسام الجائزة "قلادة وميدالية" وشهادة عليها توقيع رئيس اللجنة العليا للجائزة وختم الأمانة العامة.