لم يجد متشددو القاعدة غير الانسحاب من منطقة المسيلة بهضبة حضرموت، إذعانا لتوجيهات جدية وجهتها لهم قبائل المحافظة، عندما حاولوا نشر نقاط تفتيش في المنطقة واعتقال بعض المطلوبين.

وكانت مجموعات من القاعدة قد وصلت إلى أطراف منابع النفط بمنطقة المسيلة، ونصبت ثلاث نقاط أمنية، بحجة البحث عن مطلوبين، وهي المزاعم التي قال سكان المنطقة إنها ليست سوى حجة لتبرير وجودهم في المنطقة الاستراتيجية، تمهيدا للاستيلاء على حقول النفط، كما فعلت من قبل في العديد من المناطق. إلا أن قبائل آل جابر، ذات النفوذ الواسع في المنطقة حالت دون إتمام ذلك المخطط.



حزم القبائل

أشار شهود عيان إلى أن عددا من عناصر التنظيم المتطرف يزيد عددهم على 25 شخصا وصلوا المنطقة، على متن مجموعة من الأطقم العسكرية، وأرهبوا السكان المحليين، واستحدثوا ثلاثا من نقاط التفتيش، كما قاموا باعتقال أحد المطلوبين في مطعم بن عبودان، إلا أن أبناء المنطقة رفضوا تلك الإجراءات، وطالبوا بالإفراج عن الموقوف فوراً، وقوبل طلبهم بالرفض في بداية الأمر، إلا أنهم قاموا بتطويق المكان وهددوا بإبادة المتشددين إذا لم ينصاعوا لطلبهم، فتراجع المتشددون، وطلب قائدهم التفاهم مع ممثل للمجموعة القبلية، حيث وافق في النهاية وأطلق عن الموقوف.

ولم ترض قبائل المنطقة بانتهاء الأمر عند هذه النقطة، حيث اتصل شيخ دار اليماني برسب، سعيد بلهوطلي بأمير القاعدة في المكلا، وهدده بعواقب خطيرة إذا تكرر هذا الأمر، مؤكدا أن قبائل أبناء آل جابر لن يسمحوا بوجود التنظيم على أرضهم.



تحذيرات حاسمة

وأضاف بلهوطلي أن القاعدة لا تمثل الدولة، وليست لها سلطات ملزمة لأحد، وليست مخوله لتنفيذ أي أحكام على أبنائها. وإن كان البعض منهم تورط في أي أعمال غير قانونية، فإن الدولة وحدها هي المخولة بمحاسبتهم، وليس القاعدة. كما دعا المتشددين إلى تسليم القتلة الذين أطلق سراحهم من سجن المكلا، وطلب منهم مغادرة المنطقة فورا، تجنبا للاحتكاكات مع الشباب وأكد أن القبيلة غير مسؤولة عن ما يمكن أن يحدث لهم.

من جهة أخرى، لقي ثلاثة من قيادات تنظيم القاعدة مصرعهم، فجر أمس، في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار، استهدفت سيارة للتنظيم في منطقة رفض بمحافظة شبوة. وأضافت المصادر أن الغارة استهدفت سيارة كانت تضم عناصر من التنظيم في منطقة رفض.