طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لحصار المدن السورية من قبل أطراف النزاع، لاسيما نظام الأسد، منددة بما أسمته "التكتيك الوحشي"، في إشارة إلى سياسة التجويع التي يتبعها النظام ضد المحاصرين. وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة، كيونج وا كانج، أمام مجلس الأمن خلال جلسة طارئة، أول من أمس "لا يوجد سبب، ولا تفسير، ولا عذر مقبول، لمنع تقديم المساعدة لأشخاص هم بحاجة إليها"، مؤكدة أنه انتهاك خطير للقانون الدولي، يجب أن يتوقف فورا.

وطالبت وا كانج، بتمكين العاملين الإنسانيين من العمل الكامل، بدون عراقيل أو شروط مسبقة، وبشكل مطول، مشيرة إلى أن "الوضع في بلدة مضايا ليس حالة فريدة"، وأن 400 ألف مواطن يتعرضون للحصار في سورية. وذكرت أن من مسؤولية مجلس الأمن حماية المدنيين، مطالبة سفراء الدول الأعضاء في المجلس بعدم السماح بموت مزيد من الأشخاص.


مسؤولية النظام

دعا السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر الذي طلب عقد الجلسة الطارئة، إلى الرفع الفوري للحصار عن كافة المدن، وتمكين العاملين الإنسانيين من الوصول بحرية إلى مختلف المناطق المحتاجة للتدخل في سورية، وقال إن ذلك مسؤولية النظام، مشددا على أن وصول فرق الطوارئ لا يمكن أن يعتبر منة أو تنازلا من النظام، وأنه واجب مطلق بناء على القانون الدولي.

وقبل أيام من مباحثات السلام السورية في جنيف، عد السفير الفرنسي أنه لن يكون هناك مسار سياسي ذو مصداقية دون تحسن فوري للوضع الإنساني. إلى ذلك ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في تقرير أمس، أنه خلال الصراع المستمر منذ خمس سنوات لجأ  النظام إلى تكتيك "الجوع أو الاستسلام"، ولكن وفقاً لسكان تحدثوا للصحيفة فإن الأمر لم يصبح فقط بغرض عسكري، وإنما هناك مكاسب مادية وراء حصار المدن.


عالقون بالحدود الأردنية

عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، عن قلقها البالغ إزاء أوضاع 16 ألف سوري عالقين على الحدود الأردنية. وقالت المتحدثة باسمها، هلا شملاوي، في تصريحات إعلامية إن اللجنة تعبر عن قلقها البالغ إزاء أوضاع العالقين على الساتر الترابي في ظروف قاسية، الذين بينهم مرضى، وجرحى، ونساء حوامل، وأطفال، ومسنون، وآخرون ممن يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. وأضافت "غالبية الموجودين على الساتر، هم من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لجؤوا إلى الأردن بحثاً عن الأمن والحماية، حيث يعيشون في ملاجئ مؤقتة على الحدود في ظروفٍ قاسية"، لافتة إلى أن  اللجنة في حوار دائم مع عمّان، لتحديد الحالات الإنسانية ذات الأولوية لإدخالها.





 روسيا تستهدف عمال الإنقاذ

قالت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية ، إن لندن اتهمت موسكو بانتهاك القانون الدولي الإنساني، عبر ما وصفته بالتعمد في قصف طائراته المدارس والمستشفيات السورية، وطالبت بمحاسبتها، جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إلى أحد مراكز تدريب عمال الإنقاذ السوريين في تركيا، حيث قال إن الكرملين يستهدف العمال، عندما تقصف طائراته المواقع مرتين خلال فترة زمنية قصيرة.

وحسب الصحيفة فإن هؤلاء العمال هم متطوعون مدنيون، يتلقون مساعدات بريطانية، وقد توقفوا عن وضع العلامات التي تعرف بها مركباتهم، وهو ما فعلته المستشفيات خشية الاستهداف، فيما أكد هاموند أن الروس يجب أن يحاسبوا على انتهاكاتهم للقانون الدولي الإنساني.

وفي الأثناء، احتدمت المعارك بين كتائب المعارضة السورية وقوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي في ريف حماة الجنوبي. وتهدف قوات النظام من خلال ذلك إلى قطع طرق الإمداد عن مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي الذي يشهد معارك مستمرة بين الجانبين.