كم مرت علينا أعوام عديدة احتفينا فيها بمبايعة ولاة أمرنا الكرام، والذين خدموا بلادهم وأمتهم الإسلامية بكل طاقتهم ورعوا مواطنيهم وبلادهم كل الرعاية.. ولكن احتفالنا هذه الأيام يختلف عما مضى؛ فهو الذكرى الأولى لمبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

إنه عام استثنائي مر بنا وسط أحداث متسارعة ومتلاطمة؛ عربيا وعالميا، وهي استثنائية من حيث الجهود الكبيرة التي بذلها، في خدمة القضايا الدولية، وخدمة مواطنيه، فقد حظي ملك الحزم بمكانة مرموقة لما يتمتع به من حنكة ونظرة ثاقبة، وبمكانة عالية في قلوب محبيه من أبناء وطنه ودول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية.

إن أعمال الملك سلمان خلال عام كانت قرارات تنموية على المستوى الداخلي، ومصيرية تمس الأمة جمعاء على المستوى الخارجي، ولقد كان اهتمامه بالدرجة الأولى خدمة الحرمين الشريفين، ورعايته للتوسعة الثالثة للمسجد الحرام والمكونة من ثلاثة أدوار ليستوعب عددا كبيرا من المصلين، وتدشينه ساحات التوسعة، إضافة إلى توسعة المسجد النبوي، ولقد حرص الملك سلمان كل الحرص على إسعاد مواطنيه بالكثير من المشاريع التنموية خلال فترة حكمه التي لم يمض منها سوى عام.

وعلى المستوى السياسي فقد بذل جهودا جبارة -ولا يزال- لتحقيق نوع من الاستقرار في منطقة تموج بالأطماع والصراعات بالتعاون مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون الذين شاركوه حرصه واهتمامه باستقرار دول وشعوب الخليج ودول المنطقة. وما يقتضيه الوضع من حزم في مواجهة تحديات الأمة ومواجهة المخاطر التي من شأنها تدمير مستقبلها، فكان القرار الحازم والشجاع الذي اتخذه الملك سلمان، حين أعلن انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة لإعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق، بدعم من إخوانه في دول مجلس التعاون: الإمارات والكويت والبحرين وقطر، ودول التحالف المحبة للسلام.

وخلال عامه الأول استطاع الملك سلمان -حفظه الله ورعاه- أن يبهر العالم الذي لن ينسى له قيادته الاستثنائية في هذه المرحلة من تاريخ المملكة والعرب والمسلمين ومبادراته المتواصلة في تثبيت مكانة المملكة على الخريطة العالمية والإقليمية، وتكريس دورها في نصرة القضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية محور القضايا وأهمها بالمنطقة، ومحاولة حل تلك المشكلات المعقدة في سورية والعراق والوقوف مع الشقيقة مصر.

وعلى المستوى الإنساني فقد شاهد العالم بأسره تلك الجهود التي بذلها ويبذلها لإغاثة الأشقاء اللاجئين السوريين، بتسيير مئات القوافل الإغاثية الإنسانية لإخواننا في المخيمات، وحرصه على استقرار ووحدة الأراضي السورية من خلال الحل السياسي لقضيتهم.

كما شهد الشأن الأمني الداخلي إنجازات أمنية كبيرة وغير مسبوقة تحققت في مكافحة الإرهاب باهتمامه ومتابعته الحثيثة، حيث كان على رأس تلك الإنجازات ما بادرت به المملكة من تنفيذ شرع الله بعد إصدار الأحكام الشرعية، في عدد من الإرهابيين، لردع كل من تسول له نفسه أن يسلك ذلك المسلك الضال، وهو ما أغضب دولة إيران التي تحلم ببسط نفوذها على المنطقة والهيمنة عليها، فكان الرد الحازم والحاسم بقطع العلاقات معها.

إننا وفي ذكرى مرور عام على مبايعة الملك سلمان؛ لنجدها مناسبة لتثمين جهوده التي بذلها، والمنجزات والمشروعات التنموية التي تحققت على يديه في مدة وجيزة، كما نجدها فرصة لتجديد العهد والولاء على كتاب الله الكريم بالسمع والطاعة لولاة الأمر – حفظهم الله جميعا -.