في الوقت الذي أكدت مؤسسة "جولدمان ساكس" في تقرير حديث أمس، أن سوق النفط ستتحول إلى سوق صاعدة قبل نهاية العام الحالي، كون التراجع الأخير سيؤثر على ثورة النفط الصخري، بحيث تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط حوالى 575 ألف برميل في اليوم، أكد مختصون لـ"الوطن" أن الأسباب التي بني على أساسها تقرير المؤسسة ليست بمؤثرة إلى درجة كبيرة، كاشفين أن نصيب الزيت الصخري من فائض المليوني برميل نفط اليومي ضعيف، وبالتالي لا يعول عليها كثير حيال التأثير على انخفاض الفائض وارتفاع أسعار النفط مجددا.

عوامل جديدة

أوضح خبراء النفط أنه من ضمن العوامل الجديدة المؤثرة في السوق والتي ستجبر أسعار النفط على الانخفاض في الفترة المقبلة هو دخول إيران اليوم أو غدا إلى الأسواق بعد رفع الحظر عن صادراتها أخيرا. من جهته، أكد الخبير في شؤون الطاقة الدكتور راشد أبانمي لـ"الوطن" أن النفط الصخري لا يشكل كمية كبيرة من الفائض الموجود في السوق، مبينا أن توقعات "جولدمان ساكس" لن تكون صحيحة بنسبة 50% كون السبب المبنى عليه التقرير ليس بكافٍ، موضحا أن دخول إيران في أسواق النفط بعد رفع الحظر عنها سيزيد من فائض المليوني برميل يوميا، ومن المتوقع أن يهوي بأسعار النفط أقل من 20 دولارا، بحسب توقعات تقارير مختصة عدة.

دراسة الأساسيات

أضاف أبانمي أن توقعات المؤسسات يجب أن تبنى على دراسة الأساسيات، وأن اسم المؤسسة وإن كانت كبيرة وتؤخذ توقعاتها بعين الاعتبار، إلا أن ذلك لا يكفي، مشيرا إلى أن بعض البنوك تأخذ توقعات بعض المؤسسات على محمل الجد، لافتا إلى أن إنتاج النفط لن ينخفض إلا بحالتين، وهي أن يجتمع أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول مع أعضاء خارج "أوبك"، كروسيا والمكسيك والنرويج وغيرها من أجل الاتفاق على تقليص الإنتاج، أو أن تصبح هناك قلاقل عسكرية على الإمدادات بحيث يقلص من الإنتاج، مفيدا بأنه من جهة الطلب فليس هناك حلول سوى أن يتحسن الاقتصاد العالمي ويصبح الطلب على النفط عاليا جدا.

تعديلات جوهرية

قالت مؤسسة "جولدمان ساكس" إنه وفقا لوكالة "بلومبيرج" فإن تراجع سعر النفط سيكون كافيا لإنهاء إغراق الأسواق العالمية بالإنتاج. وقال المحللون بفريق أبحاث السلع لدى "جولدمان ساكس" جيف كوري وداميان كورفالين إن تعديلات جوهرية يمكن أن تعيد توازن السوق نهاية العام الحالي.ولفت البنك إلى أن تراجع سعر النفط سيؤثر على ثورة النفط الصخري، حيث تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط، الأمر الذي اعتبره البنك أنه سيؤدي إلى تحول أسواق النفط من الفائض إلى العجز.