في ليلة 18 ليلة رقم أبو نوران، وفي عز هدوء الشارع الرياضي نزل خبر وجود عينة إيجابية في تحليل نور كالصاعقة، خبر قرأته كالتالي: بعد 20 عاما إيقاف التاريخ عن خوض ملاحمه التاريخية بأمر قضائي، إيقاف أوفى لاعب بالشرق الأوسط عن ممارسة وفائه حتى إشعار آخر، ظلام دامس في الاتحاد لانقطاع الـ"نور".
حتى اللحظة هناك شبهة في العينة ولكن ما لا شبهة فيه ولا شك يعتريه ولا كائنا من كان يستطيع التقليل منه وفيه أن نور لاعب للتاريخ وهو من حمل العميد بجميع أجياله.
انكسرت أضلعه ذات ليلة وكان جبرها الاتحاد، اعتزل أصدقاؤه وانعزل آخرون وبقي هو للاتحاد لاعبا ومُرشدا وداعما ماديا.
ماذا لو ثبت تورطه وأوقف؟ سؤال إجابته خوف وحيرة وصمت.
نور الاتحاد بـ8 ألقاب دوري، وبطولتيّ آسيا، و4 كؤوس ولي عهد، وبروح لا تُعد ولا تُحصى ولا تُقدر بثمن، نور كان يُحضِّن على الكرة ليحتضن الفرح الاتحاد.
بكى في ظهيرة آسيا الشهيرة فبكى الاتحاد، فدموع كبير النمور أكثر تأثيرا وحُرقة، يرى في اتحاد جدة أهله، فذات ليلة توفي أخوه ذهب إلى العزاء ثم عاد لخوض اللقاء وكأنه يقول البقاء في رأس الاتحاد.
الأواكس كل طرقه من الاتحاد إلى الاتحاد، مفتاح جدة بكأس ملك و"اثنين سوبر مصري"، ابن مكة من الحارة إلى آسيا ومن آسيا إلى الحارة، لم تغره شهرة ولم يعمه عن البسطاء فلاش.
من غدر بك يا نور؟ وهل أنت من أخطأ؟ أنت لم تعد ملك نفسك هل نسيت أنك لاعب رأي عام؟ هل رأيت كيف انقلبوا ضدك؟ هل تعلم لماذا يتشفى بعضهم؟ لأن الملعب مسرحك.
لاعب لا يعوضه في غيابه إلا هو، إيقافه بهذه الطريقة فاجعة، لكنه سيظل تاريخ من نور وهكذا هم الأساطير حتى نهاياتهم دائما ما تكون مثيرة.