رسالة عظيمة، ومهنة جليلة، حملت قلمي للكتابة عنها، وقد سبقنا في حملها معلم جليل، ومرب عظيم، عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولست وا أسفي بالبليغة، ولكن أبت أناملي إلا رسمها، وألفاظي إلا صياغتها.
المهنة التي فاقت كل المهن،
فرّدها الله بوصف أهلها فقال تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".
ومدح خاتم الأنبياء المعلم فقال: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير".
وأنت أيها "المعلم"، من خصك الله بذلك الفضل، فما أعظمها رسالتك، وما أجلها تربيتك، وما أنبل مبتغاك. لكنك لن تبلغ المبتغى وتحقق الهدف إلا حين تؤدي دورك بصدق وأمانة، و
تتفرد بشخصيتك لا في التلقين فقط؛ بل في الاكتساب،
مراعيا كل الجوانب للمتعلم، والتي تسهم في إيجاد جيل طموح له إسهاماته الفذة على جميع المستويات.