أكدت ممثلة منظمة يونيسيف في سورية هناء سنجر، أن قوافل المساعدات التي وصلت إلى البلدات المحاصرة لا يمكنها رفع المعاناة عن سكانها، في ظل الأوضاع السيئة التي وصلوا إليها، مشيرة إلى أن الجوع جعل السكان يعيشون على تناول الحساء مع الماء والبهارات، ويقتاتون من أوراق الشجر والعشب. وقالت سنجر التي كانت ضمن بعثة الأمم المتحدة إلى مضايا، في تصريحات صحفية، أمس، إن الأطفال يتسولون للحصول على قطعة من الخبز، وإنها شهدت طفلين داخل مستشفى ميداني، جسداهما أشبه بهكيلين عظميين، يتشاركان سريرا واحدا، وأن أحدهما توفي نتيجة سوء التغذية، مكررة الدعوة إلى رفع الحصار بالكامل عن كافة المناطق في سورية. في الأثناء، أعلنت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة أمس، أن مستشفى متنقلا وفريقا طبيا في طريقهما إلى البلدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انتقد الأطراف المتحاربة في سورية، خاصة نظام بشار الأسد، "لارتكابه أعمالا وحشية وانتهاكات غير مقبولة بالمرة ضد المدنيين"، واصفا الصور المروعة للمدنيين الجوعى في بلدة مضايا المحاصرة بأنها "تعكس مستوى متدنيا جديدا في حرب بلغت بالفعل أعماقا صادمة من عدم الإنسانية".


مليون شخص مهدد بالمجاعة

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في افتتاحيتها أمس، أن الصور المؤلمة من بلدة مضايا، والقصص المصاحبة التي تفطر القلب، تعيد إلى الذاكرة الأهوال التي حدثت إبان الحرب العالمية الثانية، فيما أكدت دراسة نشرتها صحيفة "الديلي تلغراف البريطانية"، أن خطر المجاعة يهدد أكثر من مليون شخص في سورية، في ظل محاصرة 52 بلدة، بينها 49 بلدة تخضع لسيطرة النظام.

إلى ذلك، أوضح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وقوى كبرى أخرى، أعلنت خلال اجتماعها أول من أمس، عن اعتزامها اتخاذ إجراءات فورية، والضغط بشأن فك الحصار، الذي تفرضه قوات النظام في العديد من البلدات والمدن السورية.


 





موسكو تهجر السكان

قالت تقارير إن موسكو تسعى من خلال استهدافها للمدنيين بغاراتها الجوية في سورية، إلى تطبيق خطة تهجير السكان، مثل ما فعلت قبل أعوام في الشيشان، حيث أجبرت المدنيين على مغادرة المناطق التي يقيمون فيها بترهيبهم من المجازر، وذلك بعد فشلها في التغلب على المقاتلين الشيشان بالقوات البرية. وحسب التقارير فإن المقاتلات الروسية كثفت غاراتها الجوية في أكتوبر الماضي على محافظات إدلب وحماة وحمص، فضلاً عن شمالي محافظة حلب، وبدأت بعد منتصف الشهر نفسه، باستهداف المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، جنوبي إدلب وجنوبي وشمالي حلب، وريف اللاذقية ذات الغالبية التركمانية، وتواصل ذلك حاليا.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أعلن في وقت سابق أن 123 ألفا و842 شخصاً اضطروا إلى النزوح من منازلهم، بسبب الغارات الروسية التي ازدادت على حلب وحماة وإدلب.