تسبب فهم خاطئ لمصطلح فني وضع في المكان الخطأ، في الكشف عن تعدي مشرف سابق للجنة المسرح في فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك على الحقوق الفكرية لكاتبة مسرحية. كاشفا أزمة معرفية في العمل الفني بفروع جمعيات الثقافة والفنون، ألمح إليه مدير فرع تبوك الذي استشار اثنين من مديري الفروع، فأوقعوه في أزمة حقوق ملكية فكرية.

وأثارت كلمة "سيناريو" في دعوة وجهت إلى حضور عرض مسرحي بعنوان "القبضة الواحدة" في تبوك فضول وتساؤلات المسرحيين الذين اطلعوا على الدعوة، حيث اتفق الجميع على أن مصطلح "سيناريو" لا يمكن أن يكون في عرض مسرحي، فهو يخص الدراما التلفزيونية والسينمائية فقط.




غياب اسم يكشف المستور

خيوط القضية بدأت عندما تساءل المقرر السابق للجنة المسرح في جمعية تبوك فهد البلوي عن سبب غياب اسم الكاتبة مها الحمد عن العرض الأول للمسرحية وظهوره في العرض الثاني. وقال في حديثه إلى "الوطن": كنت مشرفا للجنة المسرح في فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك، وفي أحد الأيام قبل سنتين تقريبا اتصلت على هاتفي الكاتبة مها الحمد تسأل عن المشرف الأسبق للجنة علي الشقيقي، فقلت لها إنه قدم استقالته وانتهت علاقته بالجمعية، فسألتها عن السبب، فأخبرتني بأنها سلمته نصا مسرحيا بعنوان "القبضة الواحدة" وتفاجأت بعرض المسرحية دون علمها أو الرجوع لها كحق أدبي، فطلبت منها بصفتي مشرف لجنة المسرح صورة من النص، لكي أتأكد، فأرسلت لي النص، وكان بالفعل النص نفسه الذي عرض وقدمه الشقيقي باسمه قبل أربع سنوات في مهرجان ملتقى فرق منطقة تبوك المسرحية، وتحت إشراف وتنظيم الجمعية، وكنت وقتها عضوا للجنة المسرح والشقيقي مشرف اللجنة، وقبل عرض المسرحية بفترة شاهدت النص معه وسألته عنه، فأجابني بأنه لكاتبة مبتدئة من تبوك تدعى مها الحمد، وقال إنه سيعرضه بالمهرجان، ولكن يشهد الله أنني فوجئت عندما شاهدت بروشور المسرحية مكتوب عليه، الشقيقي المؤلف، وتوقعت أن الكاتبة تنازلت عن حقها الأدبي له، ولكن للأسف هذا لم يحدث، حسب كلام الحمد، وتكرر عرض المسرحية هذا الأسبوع وكتب عليه أن الشقيقي هو المؤلف ووضع اسم مها بصفتها كاتبة للسيناريو، وهذا الكلام عار من الصحة تماما.




مجرد متدربة

من جهته، قال الشقيقي: عند الإعلان عن مسابقة التأليف المسرحي، جرى اتصال مع الأخت مها، وسألتها هل كتبت نصوصا سابقة أو لديك الآن نصوص للمشاركة؟، فقالت إنها لم تكتب نصا مسرحيا، وأنها ترغب في أن تتدرب على كتابة النص المسرحي، فأعطيتها فكرة عمل مسرحي كنت قد كتبته وفسحته لكي تتدرب عليه، وبالفعل كتبت ما يقارب ست إلى سبع صفحات وبعثتها لي، وانتهى الموضوع هنا، ولم يكن هو النص الذي عرضته وليس لها أي حق فيه.

وعن سبب كتابة اسمها في بروشور العرض الثاني كسيناريست؟ قال: لم أكن موافقا على أن يكتب اسمها، ولكن مدير الجمعية ماجد العنزي أصر على ذلك من باب التشجيع لها.







التعلق بقشة السيناريو

الحمد أوضحت لـ"الوطن" قائلة: قصتي بدأت سنة 1433 عندما أعلنت جمعية تبوك عن مسابقة مسرحية، وشاركت آملة أن أفوز وأنا من يحمل شهادة دورة في المسرح التربوي للطفل، كنت مندفعة وأرسلت النص، ثم جاءني الاتصال من الشقيقي عن شروط المسابقة وأسلوبها، وطرح فكرة لمسرحية اتفقنا أن تكون "فكرته وتأليفي" فوافق، واستلم النص بعد 3 أسابيع بعنوان "القبضة الواحدة"، ثم اختفى وأصبح لا يرد على اتصالاتي، فظننت أنها رفضت ونسيتها حتى يوم 28/ 8/ 1433 عندما كنت أتصفح الإنترنت ورأيت خبرا عنها، اتصلت عليه وسألته لماذا لم تقل لي إنها فازت؟ لماذا لم يكتب اسمي؟ فكان جوابه أنت متدربة عندي.

قلت له: لست متدربة، ثم انتهت المكالمة، بقوله: ليس لك شيء أثبتيه!.

فماذا أفعل؟ كلما تكلمت مع أحدهم قال ليس معك فسح إعلامي، فقد أخذ الفسح باسمه.

وعرفت بعد ذلك أنه استقال من الجمعية، وأن المسرحية لن تعرض بعده. لكنني اكتشفت قبل أسبوع أنها ستعرض واتصلت بمدير الجمعية الذي صدم بالحقيقة وطلب مني إثبات ذلك، ولكن أسبوع ليس كافيا لإثبات أن المسرحية لي، وقال إن الشقيقي يحمل فسحا إعلاميا ولكن سينظر لنصي لمطابقته مع نص الشقيقي... فما كان مني إلا أن وافقت على أن أكون كاتبة لسيناريو، وقلت في نفسي إن العارفين بالمسرح سيدركون أن المسرحية تأليف وحوار وليست سيناريو.




سيناريست لحل وسط

النص والمسابقة المسرحية طرحا في فترة الإدارة السابقة، وأنا لا أعلم شيئا عن هذه القضية، وفوجئت باتصال مها الحمد تطلب مني عدم عرض المسرحية بحكم أنها المؤلفة، فقلت لها إن العرض لم يتبق عليه إلا أسبوع هل لديك ما يثبت أنها لك، وأنا سوف أوقف عرضها وسأقف معك لإعطائك حقك، ولكنها قالت لا يوجد لدي شيء رسمي يثبت ذلك، فطلبت النص من الشقيقي فوجدت أنه مفسوح في شوال 1433 باسمه، وسألته عن النص فقال إنه أعطاها الفكرة وطلب منها أن تكتب في ضوئها فقط، فأخبرتها بأن الفسح باسم الشقيقي هل لديك شيء يثبت ملكيتك للنص، فلم أجد منها شيئا. وعند سؤالي لها لماذا لم تعترضي على عرضها في المرة الأولى قالت إن المقرر السابق للجنة فهد البلوي وعدها بأنها لن تعرض مرة أخرى، ثم أعطيتها فترة يومين لإثبات أن العمل لها، وأن لها علاقة بالنص بأي طريقة كانت وإلا فسوف نعرض المسرحية في وقتها، ولكن مع ذلك كان لدي إحساس أنها شاركت في كتابة النص أو أسهمت فيه بشكل أو آخر، خصوصا أن علي قد اعترف لي بأنها كتبت خمس صفحات في النص ومن باب إرضاء الجميع رأيت أن أكتب اسمها كسيناريست للمسرحية، لإيجاد حل وسط يرضي الطرفين، واستشرت اثنين من الزملاء رؤساء الجمعيات في ذلك، وأشاروا بأن أعرض المسرحية، فقلت لهم إن لدي إحساسا بأنها قد تكون كتبت شيئا منها، فقالوا إذا اكتب تأليف الشقيقي والحمد، ولكن عند عرض الفكرة عليها رفضت، وقالت مستحيل يكتب اسمي بجوار اسمه، وأخيرا وصلت إلى أن نكتب سيناريو الحمد وتأليف الشقيقي كدعم وتشجيع لها، ولكنه قانونيا ليس صحيحا.

بعد هذا كله ما زالت الإشكالية قائمة ترسم علامة استفهام عريضة إذا ما عرفنا أن العرض الأول للمسرحية كان في شهر 8 من عام 1433 وتاريخ الفسح كان في شهر 10 من العام نفسه!

ماجد العنزي

مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك