استكمالا لمقال الأسبوع الماضي، واضح جدا استعجال كثيرين على مخرجات عمل الخبير الإنجليزي هاورد ويب مدير دائرة التحكيم السعودية، وهو الذي مازال في أولى الخطوات للتعرف على بيئتنا، لكن حديثه إلى الزميل بتال القوس وبرنامج (في المرمى) أعطى بوادر جيدة تعزز آفاق إصلاح أهم مكامن الخلل.

أعجبني بتأكيده على نقص مهارات الحكام، واعترافه بوقوع أخطاء مؤثرة ومزعجة، مشددا على أنها "يجب ألا تحدث"، وأنها عكرت أجواء بعض المباريات، مستدركا بأن الأخطاء الصعبة تحدث أيضا في كأس العالم.

وأشار إلى أن أي أخطاء تخل بمعايير التحكيم سيكون التعامل معها صارما، خطوة خطوة. والأكيد في هذا الصدد أن مهارات الحكام تحتاج إلى تطوير تسبقها قوة اللياقة بما يسهم في اتخاذ القرارات الصحيحة، والتمركز والتركيز والشخصية. وتعتبر المحاضرات وورش العمل من أهم الضروريات في تعلم الحكام من الأخطاء.

وفي خطوة إيجابية جدا، يحسب لهاورد حرصه على زيارة الأندية والتقاء مسؤوليها وتدوين ملاحظاتهم برغبة فهم وإدراك مكامن الخلل من عدة زوايا، حيث أشار في حديثه إلى أن الحكم السعودي له تعامل خاص، وما يواجهه من اتهامات هجوم وليس نقدا موضوعيا.

والأكيد أن في تجاوبه بين فترة وأخرى مع الإعلام رسالة واضحة على مدى حرصه لاستيفاء أكبر وأهم مشكلاتنا، في حين أنه في أوروبا من النادر أن يتحدث إلى وسائل الإعلام.

لابد من الصبر على هذا الخبير في أول تجربة من نوعها، لاسيما في ظل اختلاف الثقافات وما يواجهه الحكام لدينا من هجوم واتهامات لا تحدث في مكان آخر. والأهم أن تكون الترجمة بين ويب والحكام سليمة.